القرية وأخبرناهم خبرنا فقال لنا شيخ منهم هذا السبع مثل الجرذ العتيق إذ قطع ذنبه يأكل الفار.
حدثنا قاضى القضاة أبو السايب عتبة بن عبيد الله بن موسى الهمدان.
قال: كان رجل من أهل أذربيجان له على رجل دين فهرب منه وطالت غيبته فلقى الدائن المدين بعد مدة في الصحراء منفردا، فقبض عليه وطالبه فحلف بالله أنه معسر وسأله الانتظار وقال لو انى أيسر الناس لما تمكنت هنا من دفع شئ إليك فأبى عليه وأخرج قيدا كان معه ليقيده حتى لا يهرب فتضرع إليه وسأله أن لا يفعل وبكى فلم ينفعه ذلك فيقده بالقيد ومشى إلى القرية بقرب الموضع الذي التقينا فيه فجاءاها مساء وقد أغلق أهلها سورها واجتهدا في فتحها لهما فأبى أهل القرية ذلك عليهما فباتا في مسجد خراب على باب القرية وأدخل صاحب الدين رجله في حلقة من حلقة القيد حتى لا يهرب فجاء السبع وهما نائمان فقبض على صاحب الدين فافترسه وجره فانجر المدين معه بسبب الحلقة التي في إحدى رجليه فلم يزل ذلك حاله إلى أن فرغ السبع من أكل صاحب الدين وشبع وانصرف وترك المدين وقد تجرح بدنه وبقيت ركبة صاحب الدين في القيد لحملها الرجل مع قيده إلى أهل القرية وأخبرهم الخبر فحلوا قيده وسار لحال سبيله حدثني أبو جعفر بن مسعود بن عبد الله الضبي أن شيخا من التنا البصريين كان قد انتقل عنها إلى قرية له وضيعة بقرب نهر الدين فاستوطنها. قال:
كان في هذا البستان - وأشار إلى بستان بجانب داره كثير الأشجار - أفعى تسمى الجراب لأنها كانت بقدر الجراب الكبير طولا وسعة وانتفاخا فكثرت خيانتها حتى أخربت على هذه الضيعة فانتقلت عنها إلى الجانب الآخر من النهر وبطلت ضيعتي وصار هذا البستان كالأجمة لا يجسر أحد على دخوله فطلبت حواء من البصرة ليصيده وبذلت له على ذلك بذلا فجاء الحواء فتبخر