زوجي ولا أستعمل اللجاج فأسوءك وأسوء نفسي فجئتك لا ترضاك وأرضيك فانكببت على يديها ورجليها وصفا ما كان بيننا.
عن عبد الملك بن عمر قال قدم علينا عمرو بن هبيرة الكوفي فأرسل إلى عشرة من أصحابه وإذا أحدهم من وجوه أهل الكوفة فسهرنا عنده ثم قال:
ليحدثني كل رجل منكم أحدوثة وابدأ أنت فقلت أصلح الله الأمير: أحديث الحق أم حديث الباطل؟ قال: بل حديث الحق قلت: إن امرئ القيس بن حجر الكندي حلف أن لا يتزوج امرأة حتى يسألها عن ثمانية، وأربعة، واثنين وجعل يخطب النساء وإذا سألهن عن هذا قلن أربعة عشر فبينما هو يسير في الليل إذا برجل يحمل بنتا له صغيرة كأنها البدر لتمه فأعجبته فقال: يا جارية ما ثمانية، وأربعة، واثنان؟ قالت: أما الثمانية فأطباء الكلبة، وأما الأربعة فأخلاق الناقة، وأما الاثنان فثديا المرأة فخطبها إلى أبيها فزوجه إياها وشرطت عليه أن تسأله ليلة بناءها عن ثلاثة خصال فجعل لها ذلك على أن يسوق لها مائة من الإبل وعشرة عبيد وعشرة وصائف وثلاث أفراس ففعل ثم أنه بعث عبدا له إلى المرأة وأهدى إليها نحيا من سمن، ونحيا من عسل، وحلة من عصب فنزل العبد ببعض المياه ونشر الحلة فلبسها فتعلقت بشجرة فانشقت وفتح النحيين واطعم أهل الماء منهما ثم قدم على حي المرأة وهم خلوف فسألها عن أبيها وأمها وأخيها ودفع إليها هديتها فقالت: اعلم مولاك أن أبى ذهب يقرب بعيدا ويبعد قريبا، وأن أمي ذهبت تشق النفس نفسين، وأن أخي يراعى الشمس، وإن سماكم قد انشقت، وان وعاكما قد نضبا فقدم الغلام على مولاه فأخبره فقال: ما أقوى قولها انها تعنى بقولها ان أباها ذهب يقرب بعيدا ويبعد قريبا ان أباها ذهب يحالف قوما على قوم، وقولها ذهبت أمي تشق النفس نفسين فإن أمها ذهبت تقبل امرأة نفساء وأما قولها أخي يراعى الشمس فإن أخاها في سرح له يرعاه فينتظر وجوب الشمس ليروح به وأما قولها ان سماكم قد انشقت فإن البرد الذي بعثت به انشق؟ وأما قولها ان وعاكما قد نضبا فإن النحيين اللذين بعثت بهما نقصا فأصدقني قال يا مولاي إني نزلت