ثلاثاء تغنيني من وراء الستارة مع الجواري وأمر لها بخمسين ألف درهم فربحت والله بتلك الركبة وأربحت.
عن نمير بن خلف الهلالي قال: كان منا فتى يقال له سيرين بن عبد الله ويعرف بالأشتر كان يهوى جارية من قومه يقال لها جيداء وكانت ذات زوج وشاع خبره في حبها فمنع منها وضيق عليه حتى لم يقدر ان يلم بها فجاءني يوما فقال يا أخي: قد بلغ من الوجد وضاق على الصدر فهل تساعدني على زيارتها فأجبته فركبنا وسرنا يومين حتى نزلنا قريبا من حيها فكمن في موضع وقال لي اذهب إلى القوم فكن ضيفا فيهم ولا تذكر شيئا من أمرنا حتى ترى راعية لجيداء صفتها كذا وكذا فتعلمها خبري وتأمرها بأخذ موعد منها فمضيت وفعلت ما أمرني به حتى لقيت الراعية فخاطبتها فمضت إلى جيداء وعادت وقالت موعدك الليلة عند تلك الشجرة من موضع كذا فمضيت إليه وجلسنا عند الشجرة إلى الوقت المعلوم فإذا بجيداء قد أقبلت فوثب الأشتر يقبل عينها فقمت موليا عنهما فقالا نقسم عليك إلا رجعت فوالله ما بيننا ما نستره عليك فرجعت وجلسنا نتحدث فقال لها يا جيداء ما فيك من المصاحبة الليلة فنتعلل بها قالت لا والله إلا بأن يعود حالي وإلى ما تعرف من البلاء والشدة فقال ما من ذلك بد ولو وقعت السماء على الأرض. فقالت هل في صاحبك هذا خير؟ فقلت أي والله فقالت:
وقد خلعت ثيابها خذها وألبسها وأعطني ثيابك ففعلت فقالت: اذهب فان زوجي سيأتيك بعد العتمة يطلب منك القدح ليحلب فيه الإبل فلا تدفعه إليه من يدك فهكذا كنت أفعل به ودعه بين يديه فإنه سيذهب فيحلب فيه ثم يأتيك به فيقول هاك غبوقك فلا تأخذه منه حتى تطيل نكدك عليه ثم تأخذه أو تدعه حتى يضعه هو ثم لست تراه حتى يصبح فذهبت وفعلت ما أمرتني وجاء بالقدح فلم آخذه وأطلت النكد عليه ثم أهويت لآخذه وأهوى ليضعه فاختلفت أيدينا فانكفأ القدح فقال إن هذا الطماح مفرط وضرب بيده إلى سوط ثم تناول جمتي فضرب ظهر بذل السوط ثلاثين فجاءت أمه وأخته وانتزعاني من يده بعد أن زال عقلي وهممت أن أوجئه بالسكين فلما