حسن اللبسة والنشو فتزوج كل واحد؟ من بناتك واحدا منهم فتكتفي العار والنار، فتكون قد أخذت بأمر الله عز وجل وبالحزم، ويراك الله قد أردت طاعته في حفظهن فيحفظك فيهن. فقال: امض الساعة إليه، وأفرغ لي معه من هذا. قال: فمضيت إلى الرجل وقررت الامر معه وأخذت الفتيان وآباءهم، وجئت إلى دار إسحق بن إبراهيم فما طلع الفجر حتى عقدت للخمس فتيان على الخمس بنات في خطبة واحدة، وحمل اسحق بين يدي كل واحد منهم خمسة آلاف دينار عينا، وشيئا كثيرا من الطيب والثياب، وحمل كلا منهم على فرس بمركب ذهب، وأعطاني كل واحد من الأزواج مالا مما دفع إليه كثيرا وأمر لي إسحاق بخمسمائة دينارا، وخلعة وطيبا وأنفذ إلى أمهات البنات هدايا وأموالا جليلة وشكرتني على تخليص بناتهن من القتل، وقلبي بتلك الغمة فرحا فعدت إلى داري ومعي ما قيمته ثلاثة آلاف دينار * ودعا الرشيد صالحا صاحب الموصل حين تنكر للبرامكة فقال له: أخرج إلى المنصور بن زياد فقل له قد صحت عليك عشر آلاف ألف درهم فاحملها إلى في هذا اليوم وانطلق معه فان دفعها إليك كاملة قبل مغيب الشمس فأقبلها وإلا فاحمل إلى رأسه، وإياك ومراجعتي في شئ من أمره. قال صالح:
فخرجت إلى منصور بن زياد وعرفته الخبر. فقال: إنا لله وإن إليه راجعون ذهبت والله نفسي ثم حلف أنه لا يعرف موضع ثلاثمائة ألف فكيف بعشرة آلاف ألف درهم فقال له: خذ في عملك. فقال له: امض بي إلى منزلي حتى أوصى. فما هو إلا أن دخله حتى ارتفع الصياح من منازله وحجر نسائه فأوصى وخرج وما فيه دم فقال لصالح: امض بنا إلى أبى على يحيى بن خالد لعل الله أن يأتينا بفرج من عنده. فمضى معه إلى يحيى وهو يبكى فقال له: ما وراءك؟
فقص عليه القصة فأقلق يحيى أمره، وأطرق مفكرا ثم دعى بخازنه فقال له:
كم عندك من المال؟ قال: خمسة آلاف ألف درهم فقال أحضرنيها فأحضرها ثم وجه للفضل ابنه أنك قد أعلمتي فداك أبوك ان عندك ألفي ألف درهم تريد أن تشترى بها ضيعة، وقد أصبت ضيعة يبقى لك ذكرها، وتحصد ثمرتها فوجه إلى بالمال فوجه به ثم قال للرسول: امض إلى جعفر وقل له ابعث فداك أبوك ألف ألف درهم