الباب الثالث عشر من نالته شدة في هواه * فكشفها الله تعالى وملكه من يهواه عن عاصم بن عدي قال كان لعمرو بن دويرة السمحي أخ قد كلف بابنة عم له كلفا شديدا، وكان أبوه يكره ذلك ويأباه فشكاه إلى خالد بن عبد الله القشيري وهو أمير العراق أنه يسئ جواره فحبسه أياما ثم تركه فلما زاد ما في نفس الفتى وحمل عليه الحب تسور الجدار إلى ابنة عمه فلما حصل معها أحس به أبوها فقبض عليه وأتى خالدا وادعى عليه بالسرقة وأتاه بجماعة يشهدون أنهم وجدوه في منزله ليلا وقد دخل دخول اللص فسأل خالد الفتى فاعترف أنه دخل ليسرق وما سرق شيئا ليدفع بذلك الفضيحة عن ابنة عمه فأراد خالد أن يقاصيه فدفع عمرو أخوه إلى خالد رقعة فيها هذا الشعر:
أخالد قد أوطيت والله عشوة * وما العاشق المظلوم فينا بسارق أقر بما لم يجنه المرء أنه * رأى الموت خيرا من فضيحة عاشق ولولا الذي قد خفت من قطع كفه * لألفيت في أمر لهم غير ناطق إذا مدت الغايات في السبق للعلى * فأنت ابن عبد الله أول سابق فأرسل خالد مولى له من الخبر ليتجسس على جلية الامر فأتاه بتصحيح ما قاله عمرو في شعره فأحضر بالجارية وأخذ بتزويجها من الفتى فامتنع أبوها وقال ليس هو بكفؤ لها قال بلى إنه لكفؤ لها إذا كف يده عنها ولئن لم تزوجه لا زوجته وأنت كاره فزوجه العم وساق خالد المهر إلى العم من ماله وكان يسمى العاشق إلى أن مات.
عن أبي العلا صاعد بن ثابت النصراني الذي كان خليفة الوزراء عن أبي الحسين بن ميمون الأفطس الذي كان وزيرا للمتقى قال لما دخل أبو عبد الله اليزيدي بغداد متقلدا للوزارة المرة الثانية للمتقى قبض عليه وأحضره للبصرة فلما وردها اليزيدي منهزما أحسن إليه وأطلقه وأمرني بإنزاله بالقرب منى