الباب الحادي عشر من امتحن من لصوص بسرق أو قطع * فعوض عن الخلف بأكمل صنع عن دعبل بن علي الخزاعي الشاعر. قال: لما قلت قصيدة (مدارس أيات خلت من تلاوة) قصدت بها أبى الحسن علي بن موسى الرضا رضوان الله عليهم أجمعين وهو بخرسان ولى عهد المأمون. فوصلت إليه فأنشدته فاستحسنها. وقال: لا تنشدها لاحد حتى آمرك واتصل خبري بالمأمون فأحضرني وسألني عن خبري. ثم قال لي: يا دعبل أنشدني (مدارس آيات خلت من تلاوة) فقلت لا أعرفها يا أمير المؤمنين. فقال يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى. قال: فلم يكن بأسرع من أن أحضر. فقال له:
يا أبا الحسن سألت دعبلا عن (مدارس آيات) فذكر أنه لا يعرفها فالتفت إلى أبو الحسن. فقال أنشده يا دعبل: فأنشدت القصيدة ولم ينكر ذلك المأمون إلى أن بلغت إلى بيت فيها وهو هذا:
قال رسول الله هب لي رقابهم * وآل زياد غلظ الرقاب ثم تممتها إلى آخرها فاستحسنها وأمر لي بخمسين ألف درهم وأمر لي علي بن موسى بقريب منها. فقلت له: يا سيدي أريد أن تهب لي ثوبا يلي بدنك أتبرك به وأجعله كفنا، فوهب لي قميصا قد ابتذله ومنشفة وأظنه قال وسراويل. قال ووصلني ذو الرياستين، وحملني على برذون أصفر خرساني فكنت أسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس ومنه فأمر لي به ودعا بغيره جديدا فلبسه. وقال: إنما آثرتك باللبس لأنه خز الممطرين. قال:
فأعطيت به ثمانين دينارا فلم تطب نفسي ببيعه وقضيت حاجتي وكررت راجعا إلى العراق، فلما صرت بعض الطريق خرج علينا أكراد يعرفون بالسرنجان فسلبوني وسلبوا القافلة، وكان ذلك في يوم مطير. فاعتزلت في قميص خلق قد بقي على وأنا متأسف من دون ما كان معي على القميص والمنشفة اللذين وهبهما لي علي بن موسى الرضا رضي الله عنهما إذ مر بي واحد