إني كنت أهدرت دم حارثة بن بدر فمن لقيه فلا يتعرض له، فانصرف إليه سعيد فأعلمه وكساه وحمله وأجازه فقال فيه شعرا:
الله يجزى سعيد الخير نافلة * أعنى سعيد بن قيس قوم همداني أنقذني من شفا غبراء مظلمة * لولا شفاعته ألبست أكفاني قالت تميم بن مر لا نخاطبه * وقد أبت ذلكم قيس بن غيلاني أساغ في الحلق ريقا كنت أحرضه * وأظهر الله سترى بعد كتماني انى تداركني عمن شمائله * أباؤه حين ينمى خير قحطاني عن عطاء بن العاصم بن الحدثان قال: كان أبو النمير الثقفي شبب بزينب بنت يوسف بن الحكم وكان الحجاج أخوها يتهدده ويقول لولا أن يقول قائل لقطعت لسانه فهرب إلى اليمن ثم ركب بحر عدن فقال في هربه شعرا:
أتتني في الحجاج والبحر بيننا * عقارب تسرى والعيون هواجع فضقت بها ذرعا وأجهشت خيفة * ولم آمن الحجاج والامر ناصع وحل بي الخطب الذي جاءني به * سميع فليست تستقر الأضالع فبت دبير الأمير والرأي ليلتي وقد أخلقت خدى الدموع الهواطع وما أمنت نفسي الذي خفت شره * ولا طاب لي مما خشيت المضاجع ففي الأرض ذات العرض عنك ابن يوسف إذا شئت منأى لا أبالك واسع فإن نلتني حجاج فاشتف جاهدا * فإن الذي لا يحفظ الله ضائع فطلبه الحجاج فلم يقدر عليه فطال على النميري الهروب واشتاق إلى وطنه فجاء حتى وقف على رأس الحجاج. فقال إيه يا نميري أنت القائل (فإن نلتني حجاج فاشتف جاهدا) فقال بل أنا الذي أقول.
أخاف من الحجاج ما لست خائفا * من الأسد العرم باض لم ينهه ذعر أخاف يديه أن تنال مفاصلي * بأبيض غضب ليس من دونه ستر وأنا الذي أقول: