دم عبد الله بن الحجاج هذا فاشتد عليه الطلب فجاء ليلا ولم يكن عبد الملك ليجمع بين اسمه وجسمه فجلس بين الناس مستخفيا على الطعام إلى أن أكل وتحرم ورآه عبد الملك ثم قام وقال الأبيات وموضوع هذا الخبر يدل على هذا ولعله سقط من الرواية المتقدمة والله أعلم.
عن أبي طالوت كانت ابن طاهر قال: سمعت الفضل بن الربيع يقول: لما استترت عن المأمون أخفيت نفسي حتى على عيالي وولدي وكنت أنتقل وحدي فلما قرب المأمون من بغداد ازداد حذري وخوفي على نفسي فتشددت في الاحتياط والتواري فأفضيت إلى منزل بزاز كنت أعرفه في درب على باب الطاق وتشدد المأمون في طلبي فلم يعرف لي خبرا فتذكرني يوما فاغتاظ على إسحق بن إبراهيم وحد به في طلبي فاغلظ له فخرج إسحاق من حضرته وجد بأصحاب الشرط وأوقع ببعضهم المكاره ونادى في الجانبين من جاء به فله عشرة آلاف درهم وأقطع غلته ثلاثة آلاف دينار في كل سنة وإن كل من وجد عنده بعد النداء يضرب خمسماية سوط ويؤخذ ماله وتهدم داره ويحبس طول عمره ونودى بذلك عشاء فما شعرت بصاحت الدار حتى دخل على وأخبرني به وقال والله ما أقدر بعد هذا على حفظ روحك ولا آمن على روحي وغلماني وجاريتي إن تشره نفوسهم إلى المنال فيدلون عليك وأهلك بهلاكك فان صفح الخليفة عنك لم آمن أن تتهمني إني دللت عليك فيكون ذلك أقبح وليس الرأي لك ولا لي إلا أن تخرج فورد على أعظم وارد فقلت إذا جاء الليل خرجت عنك قال ومن يطيق الصبر على هذا وهذا وقت حار وقد طال عهد الناس بك فتنكر واخرج قلت وكيف أتنكر قال تأخذ لحيتك وتغطى رأسك وتلبس قميصا ضيقا وتخرج فقلت: أفعل فجاء بمقراض فأخذ أكثر لحيتي وتنكرت وخرجت في أول أوقات العصر وأنا ميت خوفا فمشيت في المشارع حتى بلغت الجسر فوجدته قد رش وهو متزلق فلما توسطته فإذا بفارس من الجند الذين كانوا ينوبون في داري أيام وزارتي قرب منى وقال: طلبة أمير المؤمنين والله وعدل إلى ليقبض على فمن حلاوة