ويعترض في الآراء لان عندهم أنهن بذلن أنفسهم عند البر بغير أجر وقد صرن في حكم العباد الزهاد) فقال القحاب للملك نحب أن نستبقي مثل هذا فإن فيه جمالا للملك، ويقال إن للملك خادما قتل فيلا بقوته وحيلته من غير سلاح فعفى عنه * عن أبي بكر محمد بن سهل الشاهد الواسطي القاضي. قال:
أخبرني وكيلان ثقتان كانا في ضعتين بنواحي الحامدة ونهر جعفر: قالا:
خرجنا مع صناع عندنا إلى أجمة نقطع قصبا فرأينا شبلا كالسنور فقتله أحد قطاعي القصب فقالوا قطعنا الشبل، والساعة يجئ السبع واللبوة فإذا لم يرياه طلبانا ونحن نبيت في الصحراء بين القصب فيفترسانا. قال: فما كان بأسرع من أن سمعنا صوت السبع، فطرنا على وجوهنا واجتمعنا إلى دار خراب خارج الأكمة وعلونا على سطحها وكان فيها غرفة عليها باب كنا نأوى إليها ليلا فلما رأى السبع ولده قتيلا قصدنا فصار معنا في صحن الدار الخراب وكان بين يدي الغرفة صحنين فأخذ السبع يظفر ليصير معنا فما قدر على ذلك فولى وعلا فكه في الصحراء وصاح فجاءته اللبوة فظفرت مثله فما وصلت فخرجا وصاحا فأتاهما عدة سباع أخرى من السباع فظفروا فما قدروا على الوصول فلم يزالوا كذلك حتى اجتمع بضع عشرة سبعا وكلما جاء واحد منهم ظفر إلينا فلم يبلغنا ونحن كالموتى خوفا من أن يصل إلينا واحد منهم فبينما نحن كذلك إذا اجتمعت السباع كلها كالحلقة وجعلت أفواهها في الأرض وصاحت صيحة واحدة فرأينا حفرة قد احتفرت في التراب من أنفاسهما فما كان إلا ساعة حتى جاء سبع أسود هزيل متجرد الشعر طويل فتلقته السباع كلها وبصبصت بين يديه وحوله فجاء يقدمها وهي خلفه حتى رآنا في الغرفة وكنا قد أغلقنا الباب واجتمعنا كالحلقة لندفعه عن الدخول فلم يزل يدفع الباب بمؤخره حتى كسر بعض ألواحه وأدخل جحره إلينا فعمد أحدنا إلى ذنبه وقطعه بمنجل كان معنا فصاح صيحة عظيمة منكرة وهرب فرمى بنفسه إلى الأرض فلم يزل يخمش السباع السباع الباقين من بين يديه وهام في الصحراء وتبعه الباقون ونزلنا نحن لما لم يبق منهما شئ فلحقنا