نفسك ولا تحملي مولاك ما لا يطيق فيفتقر ويحتاج لبيعك وأين تجدين من يرغب فيك مثل رغبته فاعرفي له حق هذه المحبة، وهذه الألف درهم لك عندنا كل سنة يجئ مولاك ويأخذها لك إذا شكرك ورضى طريقك، ثم قال له لا تنفق عليها إلا بقدر طاقتك وهذه الألف درهم لها في كل سنة كفاية مع ما تطيقه أنت من الانفاق عليها وتوفر على دكانك ومعاشك وليس كل وقت يتفق لك ما اتفق الآن، فقام الرجل وقبل يديه ورجليه وجعل يبكى ويدعوا له ورجع إلى بيته بماله وجاريته وأصلح دكانه ومعيشته وفرج الله عز وجل ما كان من الشدة وكان ما فعله أبو بكر بن أبي حامد سببا لصلاح حاله.
ويشبه هذا الحديث ما وجدته في كتاب أعطانيه أبو الحسين عبد العزيز ابن إبراهيم المعروف بابن حاجب النعمان وهو يومئذ كاتب الوزير المهلبي على ديوان السواد وذكر أنه نسخه من كتاب أعطاه له أبو الحسن الخصيبي وكان فيه اصلاحات بخط ابن مابيداد: اشترى الحسن بن سهل من القسطاطي التاجر جارية بألف دينار فحملت إلى منزل الحسن وكتب للقمطاطي بثمنها فأخذ الكتاب إحالة عليه بالمال وانصرف فوجد منزله مفروشا نظيفا وفيه ريحان قد عبى تعبية حسنة ونبيذا قد صفى فقال ما هذا فقيل له جاريتك التي بعتها الساعة أعدت لك هذا لتنصرف إليها فبعتها قبل انصرافك. قال:
فقام القسطاطي فرجع إلى الحسن وقال: أيها الأمير أقلني بيع الجارية أقالك الله في الآخرة فقال ما إلى هذا سبيل وما دخلت قط دارنا جارية فخرجت منها. قال أيها الأمير: إنه الموت. قال وما ذلك؟ فقص عليه القصة وبكى ولم يزل يتضرع فرق له الحسن ورد الجارية عليه وقال له الألف دينار لا يرجع إلى ملكي منها دينار واحد فأخذ القسطاطي الجارية والدنانير وعاد إلى منزله وجلس مع جاريته على ما أعدته له.
عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال غدوت يوما وأنا ضجر من ملازمة دار الخلافة والخدمة فيها وركبت بكرة وعزمت على أن أطوف