لها: أبشرى ولم أزل أجتهد حتى زحزحت الصخرة شيئا أمكنني الخروج منه قال فخرجت وأخذت سيف الأسود واعتمدت بكلتا يدي وضربت ساقيه فإذا قد أبنت أحدهما وكسرت الأخرى فانتبه ورام الوثوب فلم يقدر فضربته الأخرى على حبل عاتقه فسقط فضربته أخرى فأنبت رأسه وعمدت إلى المغارات وأخذت كلما وجدت فيها من عين وورق وجوهر وثوب فاخر خفيف الحمل وأخذت زادا لأيام وركبت راحلته وأردفت المرأة ولم أزل أسير في طريق لا أعرفها حتى وقفت على محجة فسلكتها فأفضت بي إلى بعض القرى فسلمت الراحلة إلى المرأة وأعطيتها نفقة تكفيها إلى بلدها وسيرتها مع خفراء وعدت إلى بلدي بتلك الفوائد الجليلة وعاهدت الله عز وجل أن لا أتعرض للطريق ولا للخفاوة أبدا فأنا أتاجر في ضياع اشتريتها من ذلك المال وغيره وأقوم بعماراتها وأعيش من غلتها إلى الآن.
وعن رجل كردي يعرف بأبي على كان قد انحاز إلى عمران بن شاهين ابن عبد حسنويه بن الحسن الكردي وكان شجاعا قال: خرجنا مرة بالجبال في أيام موسم الحاج وعددنا سبعون رجلا من فارس وراجل فاعترضنا الحاج للخراسانية وكان لنا عين من القافلة فعاد وعرفنا أن في القافلة رجل من أهل شاس وفرغانة معه اثنى عشر جملا وجارية في قبة عليها حلى ثقيل فجعل أعيننا عليه حتى وثبنا عليه هو والجارية في عماريته فقطعنا قطاره وكتفناه وأدخلناه وما معه بين الجبال ووقفنا على ما معه وفرحنا بالغنيمة وكان للرجل برذون أصفر يساوى مائتي درهم فلما رآنا نريد القفول قال:
يا فتيان هناكم الله بما أخذتم ولكنني رجل حاج بعيد الدار فلا تتعرضوا لسخط الله بمعنى من الحج فأما المال فيذهب ويجئ وتعلمون أنه لا نجاة لي إلا على هذا البرذون فاتركوه لي فليس يبين ثمنه في الغنيمة التي أخذتموها فتشاورنا فقال شيخ مجرب لا تردوه عليه واتركوه مكتوفا هنا فإن كان في أجله تأخير فسيقيض له من يحل كتافه فكنت فيمن عزم على هذا وقال بعضنا ما مقدار دابة بمائتي درهم حتى نمنعها رجل حاج وجعلوا يرققون بقلوت