بابا مفتوحا فهجم على المنزل وفيه امرأة فاستغاث بها فأجارته وبادرت إلى الباب فأغلقته وناشدها الله أن تستره إلى الليل فأمرته بالصعود إلى غرفة لها فلم يستقر به القعود حتى دق الباب فلما فتح الباب دخل الرجل الذي رآه وعزم على القبض عليه وإذا المنزل له فقال لزوجته فاتني الساعة عشرة آلاف درهم. قالت له وكيف ذلك؟ قال لها مر بي الفضل فمددت يدي لأقبض عليه فابتلعته الأرض فقالت له امرأته الحمد لله عز وجل على أن كفاك أمره وبقى دينك عليك ولم تكن سببا لسفك دمه أو مكروه يلحقه فلما خرج صعدت إليه فقالت قد سمعت وما هذا لك بموضع فخرج إلى بعض منازل معامليه فلما صار إليه نبه العامل عليه وأسلمه إلى طالبيه فحمل إلى المأمون فلما رآه وسأله عن خبره شرح له قصته فأمر للمرأة بثلاثين ألف درهم وقال للرسول قل لها يقول لك الفضل هذا جزاء لك على ما فعلته من الجميل فردتها وأبت قبولها وقالت: لست آخذ على شئ فعلته لله تعالى جزاء إلا منه.
حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن شجاع المتكلم البغدادي الملقب بجنيد قال: حدثنا الفضل بن هامان السيرافي وكان مشهورا بسلوك أقاصي بلاد البحر قال: قال لي رجل من بعض بياسرة بلاد الهند والبيسر هو المولود على ملة الاسلام هناك قال: كان في إحدى بلادهم ملك حسن السيرة وكان لا يأخذ ولا يعطى بمواجهة وإنما كان يقلب يده وراء ظهره فيأخذ ويعطى بها إعظاما منهم للملك وسنة لهم هناك ولأولادهم وأنه توفى فوثب رجل من غير أهل المملكة فاحتوى على ملكه وهرب ابن له كان يصلح للملك خوفا على نفسه من المتغلب، ورسوم ملوك الهند أن الملك إذا قام عن مجلسه لأي حاجة عرضت له كان عليه صدرة قد جمع فيها كل نفيس وفاخر من اليواقيت والجواهر مضروب بالإبريسم في الصدرة ويكون فيها من الجوهر ما لو أراد أن يقيم به ملكه لأقامه قال: ويقولون ليس يملك من إذا قام عن مجلسه وليست معه حتى إذا حدثت عليه حادثة وهرب بها أمكنه إقامة ملك منها فلما حدث على الملك تلك الحادثة أخذ ابنه صدرته وهرب بها فحكى عن نفسه أنه مشى ثلاثة