ما خبرك؟ فقال مضيت وشرحت لأهل البلد خبري وأريتهم الحجر فجاء معي وجوههم إلى الأمير وأعلموه القصة، وخاطبوه في إنصافي فأخذ الحجر ورد عل جميع ما كان أخذه منى من مال وعقار وضياع وغير ذلك، ووهب لي مالا من عنده وقال: اجعلني في حل مما عذبتك به. فأحللته وعادت نعمتي على ما كانت عليه وعدت إلى تجارتي ومعاشي وكل هذا بفضل الله عز وجل وبركتك فعل الله بك وصنع. قال: وكان يجيئني في كل سنة إلى أن مات.
حدثني عبد الله بن محمد بن الحسن الصروري قال: حدثني أبي أن رجلا حج وفى وسطه هميان فيه دنانير وجواهر قيمة الجميع ثلاثة آلاف دينار.
وكان: الهميان من ديباج أسود فلما كان ببعض الطريق نزل ليبول فانحل الهميان من وسطه فسقط ولم يعلم بذلك إلا بعد أن سار عن الموضع فراسخ فاتفق أن جاء رجل في أثره فجلس يبول في مكانه فرأى الهميان فأخذه وكان عليه دين فحفظه. قال: وكان الرجل من أهل بلدنا فأخبرني أنه لم يؤثر في قلبي ذهابه لأني استخلفته عند الله تعالى، وكنت في طريق الله عز وجل، وكانت تجارتي عظيمة وأموالي كثيرة. قال: فلما قضيت حجتي وعدت وتتابعت المحن على حتى لم أملك شيئا فهربت على وجهي من بلدي فلما كان بعد سنين من فقري وقد أفضيت إلى أن أتصدق على الطريق وزوجتي معي وما أملك من تلك الليلة إلا دانقا ونصف، وكانت الليلة مطيرة وقد أويت في بعض القرى إلى خان خراب فضرب زوجتي الطلق فتحيرت وولدت. فقالت يا هذا: الساعة تخرج روحي فاخرج وخذ لي شيئا أتقوى به. فخرجت أخبط في الظلمة والمطر حتى جئت إلى بقال. قال: فدققت عليه فكلمني بعد جهد فشرحت له حالي فرحمني وأعطاني بتلك القطع حلبة وزيتا وأغلاهما وأعارني غضارة جعلت ذلك فيها، وجئت أريد الموضع فلما مشيت بعيدا وقربت من الخان زلقت رجلي وانكسرت الغضارة وذهب جميع ما فيها.