ما فيها فجعلت أعد له وأطرب وأحسن صوتي بجهدي حتى عددت له ثلاث مائة دينار وسكت. فقال عبد الله: ويلك لما ذا سكت ما هذا وقت قطع الصوت الحسن فجعلت أعد ما في الظبية وفيها ثمانمائة دينار فدفعتها إليه فلما قبضها التفت لابن جعفر وقال له: تسأل أمير المؤمنين في أمرى. قال: نعم إذا دخلت عليه ثم أنه دعى بالطعام فأكل أكلا فاحشا وركب ابن جعفر فدخل معه إلى عبد الملك فلما قدم الطعام جعل يسئ الاكل فقال عبد الملك لابن جعفر من هذا؟ قال: رجل لا يجوز أن يكون كاذبا إن استبقى وإن قتل كان أكذب الناس قال: كيف؟ قال لأنه يقول:
ما نقموا من بنى أمية إلا * أنهم يحلمون ان غضبوا فإن قتلته بغضبك عليه أكذبكم فيما مدحكم به قال فهو آمن ولكن لا أعطيه عطاء من بيت المال قال: أحب أن تهب عطاءه لي أيضا كما وهبت لي دمه قال:
قد فعلت وأمرت له بذلك.
عن حماد الراوية قال: كان انقطاعي إلى يزيد بن عبد الملك جعل هشام يحفوني دون سائر أهله من بنى أمية في أيام يزيد فلما مات يزيد وأفضت الخلافة إلى هشام خفته ومكثت في بيتي سنة لا أخرج إلا إلى من أثق به من إخواني سرا فلما لم أسمع أحدا يذكرني أمنت فخرجت فصليت الجمعة عند باب الفيل فإذا بشرطيين قد وقفا على وقالا: يا حماد أجب الامر يوسف ابن عمر فقلت في نفسي. من هذا. كنت أحذر. ثم قلت للشرطيين هل لكما أن تدعاني أتى بيتي فاودع أهلي وداع من لا يرجع إليهم أبدا ثم أصير معكما فقالا: ما إلى ذلك سبيل فاستسلمت في أيديهما وصرت إلى الأمير وهو في الإيوان الأحمر فسلمت عليه فرد على السلام ورمى إلى كتابا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله هشام أمير المؤمنين إلى يوسف بن عمر أما بعد:
فإذا قرأت كتابي هذا فابعث إلى حماد الرواية من يأتيك به من غير أن يروع