قال فقال له ابن أبي عتيق يا حبيبي أمسك عن هذا الحديث فما يسمعه أحد إلا ظنني قوادا.
أخبرني أبو الفرج المعروف بالأصبهاني قال: أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا عبد الله بن سعد قال: حدثني عبد الله بن نصر المروزي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الطلحي، قال حدثني سليمان بن يحيى بن معاذ قال: قدم على بنيسابور إبراهيم بن سبابة يعنى الشاعر البصري الذي كان جده حجاما فاعتقه بعض بني هاشم فصار مولى لهم فأنزلته على فجاءني ليلة من الليالي وهو مكروب وقد هام فجعل يصيح بي يا أبا أيوب؟! فخشيت أن يكون قد غشيته بلية فقلت له ما تشاء فقال (أعياني الشاذن الربيب) فقلت له ماذا تقول فقال (أشكو إليه فلا يجيب) فقلت داره وداوه فقال:
من أين أبغى شفاء ما بي * وإنما دائي الطبيب فقلت فلا إذا الا أن يفرج الله تعالى فقال (يا رب فرج اذن وعجل) فإنك السامع المجيب) * ثم انصرف.
أخبرني أبو الفرج المعروف بالأصبهاني قال حدثني محمد بن مزيد أبى الأزهر قال: حدثنا حماد بن إسحاق قال: حدثني أبي قال سرت إلى سر من رأى بعد قومي من الحج فدخلت إلى الواثق فقال بأي شئ أطرفتني من الأحاديث التي استفدتها من العرب في اشعارهم فقلت يا أمير المؤمنين جلس إلى فتى من الاعراب في بعض المنازل يحدثني فرأيت منه أحلى من رأيت من الفتيان منظرا وحديثا وظرفا وأدبا فاستنشدته فأنشدني.
سقى العلم الفرد الذي في ظلاله * غزالان مكتنفان مؤتلفان إذا أمنا التفا بجيدي مواصل * وطرفاهما للريب مسترقان أردتهما ختلا فلم أستطعهما * ورميا ففاتاني وقد قتلان ثم تنفس تنفسا ظننت أنه قد قطع حياذيمه فقلت ما لك بأبي أنت وأمي؟!
فقال لي ورأ هذا الجبلين شجى لي وقد حال قومه بيني وبين المرور بهذه البلاد