فاخرج من بعض الأبواب أمامهم فيفضون إلى هذا الباب وهو مقفل ووراءه الغلمان وإن حضرا وحيدين فقل لهما الشرط أن أقفل الباب بينكما وبين أصحابكما ثم افتح الباب الذي يلي الشارع حتى يدخلا ثم اقفله وارم مفاتيحه من تحت الباب الثاني إلينا إلى الصحن ودق هذا الباب فإني واقف وراءه لاتقدم بفتحه ويدخلان ففعل الحاجب ذلك وحصل أبو بكر النقيب والبرجمان في الدهليز وحيدين فلما سمعت صوت قفل الباب الباب الخارجي وأنا عند الباب الداخلي ودق الحاجب الباب الثاني ورمى بالمفتاح عدت إلى مجلسي فجلست فيه ونحيت من كنت أقمته وراء الباب الثاني بالسلاح وأعدت على الجماعة الوصية بقتلهما إن صحت يا غلمان اخرجوا ثم تقدمت إلى غلام كان واقفا بلا سلاح أن يفتح الباب ويدخلهما ففعل ذلك وألقيت نفسي على الفرش كأني عليل ودخلا فلم أو فهما الحق وأخفيت كلامي كما يفعل العليل فقالا ما خبرك فقلت أنا منذ أيام عليل وارتعت لحضوركما فأخذ البرجمان يحلف أنه ما حضر إلا ليردني إلى منزلتي واستكتابي للأمير بحكم فشكرته على ذلك وقلت أنى تائب من التصرف ولا أصلح له فقال قد أمرني الأمير بمخاطبتك في الخروج إليه إلى واسط لتقرير هذا الامر فلا يجوز أن أكتب إليه بمثل هذا عنك ولكن إن كنت زاهدا في الحقيقة فاخرج إليه واحدث لخدمته عهدا واستعفه فإنه لا يجبرك فقلت هل كاتبني بشئ توصله إلى فقال قد اقتصر على ما كتب به إلى لما يعلمه من مودتي لك ولكي لا يفشوا الخبر بذلك فقلت تقفني على كتابه إليك قال لم أحمله معي فعلمت أنه كوتب بالقبض على فقلت أنا عليل كما ترى ولا فضل في للسفر ولكن تجيب الأمير عنى بالسمع والطاعة وإني سأخرج لحضرته بعد أسبوع ذا شممت نفسي قليلا قال إنه يقبح هذا الوجه وأرى أن تخرج قلت لا أقدر فراجعني وراجعته إلى أن قال لا بد من خروجك فقلت إني لا أخرج ولا كرامة لك فاجهد جهدك وهممت أن أصيح بالغلمان وكان أبو بكر النقيب خبيثا فقام وقال: اسئل سيدنا بالله العظيم أن لا يتكلم بحرف ويدعني وهذا الامر ثم أخذ بيد البرجمان وقاما إلى ناحية من المجلس بعيدة لا أسمع ما يجرى بينهما فأطالا السر ثم جاءني
(٣٦٥)