لا تمنعها عنك. فقلت: كنت أحب أن تكون حاضرا لتعينني عليها. فقال:
ليس لك إلى ولا إلى غيري احتياج. فغدوت إليها. فلما انقضى السلام قلت لها: جعلني الله فداك إني فكرت في حاجة سألت أبى أن يحضر كلامي إياك فيها لاستعين به فأسكتني. فقالت: يا بنى ان حاجة لا تقضى حتى يحضر أبوك لحاجة عظيمة القدر فما هي؟ قلت: كتات وصيفتك أحب أن تهبها لي.
فقالت: أنت صبي أحمق اقعد أحدثك حديثا أحسن من كل كتات على ظهر الأرض وأنت من كتات على وعد فقلت: هاتي جعلني الله فداك قالت:
كنت أول أمس عند الخيزران ومجلسي ومجلسها إذا اجتمعنا في الصدر المكان وفوقنا سبتية لأمير المؤمنين المهدى، وهو كثير الدخول إليها فإذا جلس في ذلك الموضع رفع عنه وإذا انصرف طرحت عليه السبتية إلى وقت حضوره فأنا لجلوس إذ دخلت علينا حاجبة وقالت يا ستي بالباب امرأة ما رأيت أحسن منا ولا أسوأ حالا عليها قميص ما تستر ببعضه موضعا من بدنها إلا انكشف موضع آخر تستأذن عليك فالتفتت إلى وقالت: ما ترين؟ فقلت:
تسألين عن حالها واسمها ثم تأذنين لها على علم فقالت: الجارية قد والله جهدت بها كل الجهدان تفعل فما فعلت وأرادت الانصراف فمنعتها فقلت للخيزران وما عليك أن تأذني لها فإنك منها بين مكرمة أو ثواب فأذنت لها فدخلت امرأة أكثر مما وصفت الجارية في الجمال وسوء الحال فجعلت تمشى وهي مستحدثة حتى صارت إلى عمارة الباب فجعلت ما يليني وكنت متكئة فقالت:
السلام عليكم. فرددنا عليها السلام ثم قالت للخيزران أنا مزنة امرأة مروان بن محمد. فلما وقع كلامها في سمعي قلت لا حياك الله ولا قربك الحمد لله الذي أزال نعمتك وعزك وصيرك نكالا وعبرة أتذكرين يا عدوة الله حين أتاك أهل بيتي يسألنك أن تكلمي صاحبك في انزال إبراهيم بن محمد من خشبته فتلقيتيهن ذلك اللقاء وأخرجتيهن ذلك الاخراج الحمد لله الذي أزال نعمتك قالت زينب فضحكت المرأة والله يا بنى حتى كادت تقهقه وبدأ لها ثغر ما رأيت أحسن منه ثم قالت: أي شئ بنت عم؟ أي شئ أعجبك من صنع الله عز وجل بي على العقوق حتى أردت أن تتأسى بي السلام عليكم ثم ولت خارجة وهي