نفقة كانت في وسطى فاستأجرت منها مركوبا ولحقت بصاحبي وسلم الله عز وجل * عن ديسم بن إبراهيم بن شاذلويه المتغلب كان بآذربيجان لما ورد حضرة سيف الدولة يستنجده على المرزبان بن محمد بن مسافر السلاد لما هربه عنها قال: إن بناحية أذربيجان واديا يقال له الرأس شديد جرية الماء جدا، وفى أرضه حجارة كثيرة بعضها ظاهر من الماء، وبعضها مغطى بالماء، وليس للسفن فيه مسلك، وله أجراف هائلة، وبه قنطرة يجتاز عليها المارة. قال:
كنت مجتازا عليها في عسكري فلما صرت في وسط القنطرة رأيت امرأة تمشى وتحمل ولدا طفلا في القماط فزاحمها بغل محمل فطرحت على القنطرة فزعا فسقط الطفل من يدها إلى النهر فوصل إلى الماء بعد ساعة لبعد ما بين القنطرة وصفحة الماء ثم غاص وارتفعت الضجة في العسكر ثم رأينا الصبي قد طفا على وجه الماء، وقد سلم من تلك الحجارة، وكان الموضع كثير العقبان ولها أوكار في أجواف هذا النهر، ومنها يصطاد أفراخها. قال: فحين ظهر الطفل في قماطه صادف ذلك عقابا طائرا فرآه فظنه طعمة، وانقض عليه وشبك مخالبه في القماط، وطار به وخرج إلى الصحراء فطمعت في تخليص الطفل فأمرت جماعة آن يركضوا وراء العقاب ففعلوا وتبعتهم بنفسي لمشاهدة الحال فإذا العقاب قد نزل إلى الأرض وابتدأ يمزق قماط الصبي ليفترسه فحين رأوه صاحوا بأجمعهم وقصدوه ومنعوه عن الصبي فطار وتركه على الأرض فلحقنا الصبي فإذا هو سالم ما وصل إليه جرح وهو يبكى فقايأناه حتى خرج الماء من جوفه وحملناه سالما إلى أمه.
حدثنا أبو محمد بن الحسن بن المظفر الكاتب المعروف بالحاتمي قال: رأيت بمصر رجلا يعرف بابن التمساح. فسألت جماعة من أهل مصر عن ذلك فقالوا:
هذا وطئ التمساح أمه فولدته. فكذبت ذلك وبحثت عن الخبر. فأخبرني جماعة من عقلاء أهل مصر أن التمساح بها يأخذ الناس في الماء من الشطوط القربية فيفترسهم وربما أخذهم إلى جباله، وهي جبال حجارة فيها مفارات إلى النيل لا يصل إليها الماشي ولا سالك الماء لبعدها عن الجهتين فيتسلق