قذف فيبرأ وإن لم يكن ما ذكيت صحيحا فما يضره من أكل هذا اللحم فلما أحب الله عز وجل عافيته صح ما ذكيته. فنبهه إلى أن لا يعاود بعدها إدخال شئ في فيه لا يدرى ما هو وبرأ الغلام وصح جسمه.
حدثنا أبو الحسن غلامنا عن ابن الصيدلاني. قال: كان لي أكار حدث حدث فانتفخ ذكره انتفاخا عظيما فلم يكن ينام الليل ولا يهدأ النها وعولج فلم يكن لبرئه سبيل. قال: فجاء متطبب من الأهواز يريد البصرة فسألته أن أن ينظر إليه. فقال لي: قل له يصدقني عن خبره في أيام صحته إلى الآن.
قال: فحدثته. قال فأصدقي؟ فلست أدرى شيئا يوجب هذه العلة ومالي إلى علاجك سبيل. قال: فقال لي الغلام. أصدق وأنا آمن جهتك فقلت افعل فقال له: أنا غلام حدث أعزب فوطئت حمارا ذكرا كان لي في الصحراء.
قال: فقال له الطبيب. الآن قد علمت أنك صادق والساعة أعالجك فتبرأ.
ثم أمر به فأمسك امساكا شديدا والغلام ساكت إلى أن جس منه موضعا فصاح الغلام، فأخذ الطبيب خيطا أبريسما فشد الموضع شدا شديدا ولم يزل يمرح ذكر الغلام حتى خرجت منه حبة وقد كبرت وجرحت الموضع فسال منه شئ يسير كماء اللحم فأعطاه مرهما وقال استعمل هذا أياما فإنك تبرأ وتب إلى الله تعالى عن مثل هذا الفعل واستعمل الغلام المرهم فبرأ.
حدثني أبو عبد الله الحسن بن محمد بن عبد الله الدقاق المعروف بابن العسكري من بغداد في المذاكرة. قال: كان أبى إذا جلس يفتش دفاتره وأنا صبي أجئ فآخذ منها الشئ بعد الشئ أستحسنه وألعب به، وكنت أرى في دفاتره دفترا فيه خطوط حمر فاستحسنه وأطلبه فيمنعني منه حتى بلغت مبلغ الرجال. قال: فجلس يوما يفتش كتبه فرأيت الدفتر فأغفلت أبى وأخذته ففتحته أقرأه، فإذا هو مولدي قد عمله بعض المنجمين ووجدت فيه أنى ان بلغت أربعا وثلاثين سنة كان على قطع فيها فالتفت أبى فرأى الدفتر في يدي فصاح وأخذه منى ونظر أي موضع أقرأ فرآه فأخذ يضعف ذلك في نفسي لئلا أغتم ومضت السنون فلما بلغت إلى السنة التي ذكرها المنجم