المتحاذيين نسبة مع الآخر. والنسبة من الطرفين تسمى بالمحاذاة أو المقابلة مثلا، فهما من سنخ واحد، وإن كانتا من سنخين تسمى تلك الإضافة بمخالفة الأطراف، كالفوقية والتحتية.
فحينئذ إن كانت تلك النسبة المتكررة غير موجودة في عالم الأعيان بل صرف اعتبار اعتبرها العقلاء وأمضاها الشارع أو اعتبار من قبل نفس الشارع إحداثا لا إمضاء فقط كالملكية والزوجية فمثل هذه الإضافة تسمي إضافة اعتبارية لا حقيقية مقولية.
وأما إن كانت تلك النسبة خارجية حقيقية وموجودة في عالم الأعيان كالفوقية والتحتية، فتسمى تلك الإضافة إضافة مقولية.
والولادة التي هي عبارة عن انفصال قطعة من المني من شخص ثم دخولها واستقرارها في رحم شخص آخر حتى يصير بأمر الله جل جلاله إنسانا سويا فتضعها وتنفصل عنها توجب حدوث إضافات حقيقية ونسب خارجية مقولية بين شخصين أو أشخاص.
فلتلك القطعة نسبة مع من انفصل عنه تسمى بالبنوة كما أن لمن انفصل عنه هذه القطعة نسبة معها تسمى بالأبوة. وأيضا لتلك القطعة نسبة مع من استقرت في رحمها أيضا تسمى بالبنوة كما أنه لمن استقرت في رحمها نسبة مع تلك القطعة تسمى بالأمومة، وهكذا في سائر النسب التي تحصل من الولادة كالبنتية والأختية.
وهكذا العناوين الآخر كالجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة، وابن الأخ وبنته، وأبن الأخت وبنتها، وابن العم وبنته، وابن العمة وبنتها، وابن الخال وبنته، وابن الخالة وبنتها. وموضوع تحريم النكاح بالنسب سبعة من هذه العناوين الحاصلة من الولادة بصريح الآية الشريفة (1) وهي: الأمهات والبنات والأخوات والعمات