عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من استشاره أخوه المؤمن المسلم فلم يمحضه النصيحة سلب [سلبه] الله لبه عنه.
واعلم أني سأشير عليك برأيي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت تخافه.
واعلم أن خلاصك ونجاتك في حقن الدماء وكف الأذى عن أولياء الله والرفق بالرعية والتأني وحسن المعاشرة مع لين في غير ضعف وشدة في غير عنف ومداراة صاحبك ومن يرد عليك من رسله وأرفق برعيتك [وارتق فتق رعيتك] بأن توقفهم على ما وافق الحق والعدل إن شاء الله تعالى، وإياك والسعاة وأهل النمائم فلا يلزقن [يلتزقن] بك منهم أحد ولا يراك الله يوما وليلة وأنت تقبل منهم صرفا ولا عدلا فيسخط الله عليك ويهتك سترك وأحذر مكر خوزي الأهواز فإن أبي أخبرني عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الايمان لا يثبت في قلب يهودي ولا خوزي أبدا؟! وأما من تأنس به وتستريح إليه وتلجئ أمورك إليه فذلك الرجل الممتحن المستبصر الأمين الموافق لك على دينك وميز أعوانك وجرب الفريقين، فإن رأيت هنالك رشدا فشأنك وإياه، وإياك أن تعطي درهما أو تخلع ثوبا أو تحمل على دابة في غير ذات الله لشاعر أو مضحك أو ممزح إلا أعطيت مثله في ذات الله وليكن جوائزك وعطاياك وخلعك للقواد والرسل والأحفاد وأصحاب الرسائل وأصحاب الشرط والأخماس. وما أردت أن تصرف في وجوه البر والنجاح والصدقة والفطرة والحج والشرب والكسوة التي تصلي فيها وتصل بها، والهدية التي تهديها إلى الله عز وجل ورسوله من أطيب كسبك وانظر [أجهد] يا عبد الله أن لا تكنز ذهبا ولا فضة فتكون من أهل هذه الآية: (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله...) ولا تستصغرن من حلو أو فضل طعام تصرفه في بطون خالية تسكن بها غضب الله رب العالمين.
واعلم أني سمعت أبي يحدث عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله [أنه سمع عن النبي صلى الله عليه وآله] قال يوما لأصحابه ما آمن بالله واليوم الآخر من بات شبعانا وجاره جائع فقلنا: هلكنا يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: من فضل