وتصديقها، وإنما لأجل التمييز بين التصور المجرد - أي غير المستتبع للحكم - وبين التصور المستتبع له، سمي الأول تصورا، لأنه تصور محض ساذج مجرد، فيستحق إطلاق لفظ " التصور " عليه مجردا من كل قيد.
وسمي الثاني تصديقا، لأنه يستتبع الحكم والتصديق - كما قلنا - تسمية للشئ باسم لازمه.
أما إذا قيل: التصور المطلق، فإنما يراد به ما يساوق العلم والإدراك، فيعم كلا التصورين: التصور المجرد، والتصور المستتبع للحكم (التصديق) (1) بماذا يتعلق التصديق والتصور؟
ليس للتصديق إلا مورد واحد يتعلق به، وهو النسبة في الجملة الخبرية عند الحكم والإذعان بمطابقتها للواقع أو عدم مطابقتها.
وأما التصور فيتعلق بأحد أربعة أمور:
1 - المفرد من اسم وفعل (كلمة) وحرف (أداة).
2 - النسبة في الخبر (2) عند الشك فيها أو توهمها حيث لا تصديق، كتصورنا نسبة السكنى إلى المريخ - مثلا - عندما يقال: " المريخ مسكون ".