تصدير:
إن أسمى هدف للمنطقي وأقصى مقصد له " مباحث الحجة " أي:
مباحث المعلوم التصديقي الذي يستخدم للتوصل إلى معرفة المجهول التصديقي. أما ما تقدم من الأبواب فكلها في الحقيقة مقدمات لهذا المقصد حتى مباحث " المعرف " لأن المعرف إنما يبحث عنه ليستعان به على فهم مفردات القضية من الموضوع والمحمول.
والحجة عندهم عبارة عما يتألف من قضايا يتجه بها إلى مطلوب يستحصل بها. وإنما سميت " حجة " لأنه يحتج بها على الخصم لإثبات المطلوب. وتسمى " دليلا " لأنها تدل على المطلوب. وتهيئتها وتأليفها لأجل الدلالة يسمى " استدلالا ".
ومما يجب التنبيه عليه قبل كل شئ: أن القضايا ليست كلها يجب أن تطلب بحجة، وإلا لما انتهينا إلى العلم بقضية أبدا، بل لابد من الانتهاء إلى قضايا بديهية ليس من شأنها أن تكون مطلوبة، وإنما هي المبادئ للمطالب، وهي رأس المال للمتجر العلمي.
طرق الاستدلال، أو أقسام الحجة:
من منا لم يحصل له العلم بوجود النار عند رؤية الدخان؟ ومن ذا