5 - الحقيقة والمجاز: وهو اللفظ الذي تعدد معناه، ولكنه موضوع لأحد المعاني فقط واستعمل في غيره لعلاقة ومناسبة بينه وبين المعنى الأول الموضوع له، من دون أن يبلغ حد الوضع في المعنى الثاني، فيسمى " حقيقة " في المعنى الأول و " مجازا " في الثاني، ويقال للمعنى الأول:
معنى حقيقي، وللثاني مجازي.
والمجاز دائما يحتاج إلى قرينة تصرف اللفظ عن المعنى الحقيقي وتعين المعنى المجازي من بين المعاني المجازية.
تنبيهان:
1 - إن المشترك اللفظي والمجاز لا يصح استعمالهما في الحدود والبراهين إلا مع نصب القرينة على إرادة المعنى المقصود، ومثلهما المنقول والمرتجل ما لم يهجر المعنى الأول، فإذا هجر كان ذلك وحده قرينة على إرادة الثاني. على أنه يحسن اجتناب المجاز في الأساليب العلمية (1) حتى مع القرينة.
2 - المنقول ينقسم إلى " تعييني " و " تعيني " لأن النقل تارة يكون من ناقل معين (2) باختياره وقصده، كأكثر المنقولات في العلوم والفنون، وهو " المنقول التعييني " أي: أن الوضع فيه بتعيين معين. واخرى لا يكون بنقل ناقل معين باختياره، وإنما يستعمل جماعة من الناس اللفظ في غير معناه الحقيقي لا بقصد الوضع له، ثم يكثر استعمالهم له ويشتهر بينهم حتى يتغلب المعنى المجازي على اللفظ في أذهانهم فيكون كالمعنى الحقيقي يفهمه السامع منهم بدون القرينة، فيحصل الارتباط الذهني بين