الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٦٧
وإذا قلنا واجب الوجود موجود فالمراد به ما ذكرناه لا انه امر يعرضه الوجود و بهذا صرح المعلم الثاني والشيخ بان اطلاق الموجود على الواجب كما يوهمه اللغة مجاز.
فإذا تمهد هذا ظهر انه لا يجوز ان يكون هويتان كل منهما وجود قائم بذاته واجب لذاته إذ حينئذ يكون وجوب الوجود عارضا مشتركا بينهما بل نقول لو نظرنا في نفس الوجود المعلوم بوجه ما (1) فأدانا البحث والنظر إلى أنه امر قائم بذاته هو الواجب ومحصله انا إذا نظرنا في الوجود المشترك بين الموجودات فعلمنا ان اشتراكه ليس اشتراكا من حيث العروض بل من حيث النسبة إلى امر فظهر ان الوجود الذي ينسب إليه جميع المهيات امر قائم بذاته غير عارض لغيره واجب لذاته كما انا لو نظرنا إلى مفهوم الحداد والمشمس توهمنا في بادي النظر ان الحديد والشمس مشتركان بين افرادهما ثم تفطنا انهما ليسا مشتركين بحسب العروض بل بحسب النسبة إليهما.
فظهر ان توهم العروض باطل وان ما حسبناه عارضا مشتركا فهو في الواقع غير عارض بل امر قائم بذاته ولتلك الافراد نسبه إليه وليس هناك شمسان ولا حديدان وأنت خبير بان كون الوجود عارضا للمهيات (2) على ما هو المشهور الذي

(1) أي من حيث السراية إلى المعنون ومن حيث الصدق عليه فحينئذ لو كان له معروض ومبدء قابلي أو فأعلى كان مصداقا لهذا المفهوم وكان المبدء مبدء لحصة منه لا لمطلقه ولذا قال الشيخ الوجود المطلق لا مبدء له وأما إذا نظرنا إليه لا من حيث إنه وجه وعنوان يسرى حكمه إلى المعنون بل ملحوظ بالذات فله مبدء قابلي وفاعلي هو الذهن عاليا كان أو سافلا بل إذا نظرنا إلى الوجود المشترك فيه أدانا النظر إلى أن مصداقه وما ينتزع منه واحد إذ لو كان اثنين فاما ان يكون خصوصية هذا معتبره في الصدق وتصحيح الانتزاع فلم يكن ذاك مصداقا له واما ان يكون خصوصية ذاك معتبره فيما ذكر فلم يكن هذا مصداقا له واما ان يكون الخصوصيتان ملغاتين فكان المصداق والمنتزع منه لهذا المفهوم الواحد هو القدر المشترك بينهما وهو واحد س قده (2) أي العروض الخارجي للوجود الخارجي واما العروض الذهني التحليلي لمفهومه الذهني من قبيل العروض الأمور المنتزعة العقلية لمعروضاتها لا من قبيل عروض المحمولات بالضميمة فلا مضايقة فيه عنده كما مر في كلامه ولا يضر فيما هو بصدده لكن لا يخفى ان مراد القوم من زيادة الوجود على الماهية ليس الا الزيادة في التصور ومن العروض الا هذا العروض التحليلي - س قده.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست