متسخن ليس الا لأجل كون الحديد موضوع صناعة زيد وان الماء منسوب إلى الشمس بتسخنه بمقابلتها ثم قال وبعد تمهيدهما نقول يجوز ان يكون الوجود الذي هو مبدء اشتقاق الموجود أمرا قائما بذاته هو حقيقة الواجب تعالى ووجود غيره عبارة عن انتساب ذلك الغير إليه فيكون الموجود أعم من تلك الحقيقة ومن غيره المنتسب إليه وذلك المفهوم العام امر اعتباري عد من المعقولات الثانية وجعل أول البديهيات.
فان قلت كيف يتصور كون تلك الحقيقة موجودة وهي عين الوجود وكيف يعقل كون الموجود أعم من تلك الحقيقة وغيرها.
قلت ليس الموجود ما يتبادر إلى الفهم ويوهمه العرف من أن يكون أمرا مغايرا للوجود بل معناه ما يعبر عنه في الفارسية بهست ومرادفاته فإذا فرض الوجود مجردا عن غيره قائما بذاته كان وجودا لنفسه فيكون موجودا ووجودا قائما بذاته كما أن الصور المجردة إذا قامت بذاتها كانت علما بنفسها فيكون علما وعالما ومعلوما وكما لو فرض تجرد الحرارة عن النار كانت حاره وحرارة وقد صرح بذلك بهمنيار في كتابه البهجة والسعادة بأنه لو تجردت الصورة المحسوسة عن الحس وكانت قائمه بذاتها كانت حاسه ومحسوسة وكذلك ذكروا انه لا يعلم كون الوجود زائدا على الموجود الا ببيان مثل ان يعلم أن بعض الأشياء قد يكون موجودا وقد يكون معدوما فيعلم انه ليس عين الوجود إذ يعلم أن ما هو عين الوجود يكون واجبا بالذات ومن الوجودات ما لا يكون واجبا فيزيد الوجود عليه.
فان قلت كيف يتصور هذا المعنى الأعم (1).
قلت يمكن ان يكون المعنى العام أحد الامرين (2) من الوجود وما هو منتسب إليه انتسابا مخصوصا ومعيار ذلك أن يكون مبدء الآثار ويمكن ان يكون