العلم للمعلوم (1) لا يجرى الا في العلوم الانفعالية الحادثة لا في العلم القضائي الرباني لأنه سبب وجود الأشياء والسبب لا يكون تابعا للمسبب ولعل ذلك المحقق الناقد انما ذكر ذلك الجواب نيابة عن المعتزلة القائلين بثبوت الأشياء بحسب شيئيتها في الأزل.
فالحق في الجواب ان يقال إن علمه وإن كان سببا مقتضيا لوجود الفعل من العبد لكنه انما اقتضى وجوده وصدوره المسبوق بقدره العبد واختياره (2) لكونها من جمله أسباب الفعل وعلله والوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار بل يحققه فكما ان ذاته تعالى علة فاعله لوجود كل موجود ووجوبه وذلك لا يبطل توسيط العلل والشرائط وربط الأسباب بالمسببات فكذلك في علمه التام بكل شئ الذي هو عين ذاته كما في العلم البسيط والعقل الواحد أو لازم ذاته كما في العلم المفصل والعقول