سميعا وبصيرا مع انا نعلم إذا راجعنا إلى وجداننا ان نفوسنا هي بعينها المدرك الشاعر في كل ادراك جزئي وشعور حسي وهي بعينها المتحرك بكل حركه حيوانية أو طبيعية منسوبة إلى قوانا سيما القريبة من أفق عالم النفس وسنحقق في مستأنف الكلام من مباحث النفس إن شاء الله العظيم في ايضاح القول بان النفس بعينها في العين قوة باصرة وفي الاذن قوة سامعه وفي اليد قوة باطشه وفي الرجل قوة ماشية وهكذا الامر في سائر القوى التي في الأعضاء فبها تبصر العين وتسمع الاذن وتبطش اليد وتمشى الرجل شبه ما ورد في الكلام القدسي كنت سمعه الذي به يسمع وبصره الذي به يبصر ويده التي بها يبطش فالنفس مع وحدتها وتجردها عن البدن وقواه وأعضائه لا يخلو منها عضو من الأعضاء عاليا كان أو سافلا لطيفا أو كثيفا ولا تبائنا قوة من القوى مدركه كانت أو محركه حيوانية كانت أو طبيعية بمعنى ان لا هويته للقوى غير هويه النفس لان وحده النفس ضرب آخر من الوحدة (1) يعرفه الكاشفون وهو يتهاظل للهوية الإلهية فلها هويه أحدية جامعه لهويات القوى والمشاعر والأعضاء فيستهلك هويات سائر القوى والأعضاء في هويتها ويضمحل آنياتها في آنيتها عند ظهور هويتها التامة وعند قيام ساعة الموت التي هي القيامة الصغرى على جميع الخلائق الموجودة في العالم الصغير وفي هذه النشأة الآدمية الشخصية ثم ينشأ
(٣٧٨)