من القوى والآلات وجودا وفعلية ولموادها استكمالا وتماما ولآثارها تعينا وتحصلا وأيضا قد يكون أمور مختلفه المعاني والمفهومات موجودات بوجودات متبائنة حاصله في مواد متفرقة بل متضادة في عالم من العوالم ونشأة من النشآت ثم تلك الأمور بأعيان معانيها ومفهوماتها قد تحصل في عالم آخر ونشأة أخرى موجودة بوجود واحد بسيط على وجه لطيف شريف فاضل من غير تضاد بينها ولا تزاحم ولا مبائنة في تحصلها كما أشرنا إليه في اثبات الوجود الذهني وفي مواضع أخرى من هذا الكتاب إذا تقرر هذا فنقول انه لما كان الباري جل ثناؤه موجودا ثابتا حقا وله صفات كمالية مبائنة لصفات جميع ما سواه كما أن وجوده مبائن لوجود جميع الموجودات لان وجوده واجب بذاته لذاته ووجود غيره واجب به لا بذاته وذاته مستغنية عن جميع ما سواه وجميع ما سواه فاقرة إليه مستفيدة منه بل متقومة به متعلقه الذات بذاته فاذن لا يماثله ولا يشابهه شئ من الأشياء لا في ذاته ولا في صفاته أي لا في وجوده ولا في كمالات وجوده من العلم والقدرة و الإرادة وغيرها من الصفات الكمالية ومع ذلك فان الوجود مشترك معنوي بينها و بينه وكذا العلم والقدرة وغيرها من عوارض الموجود بما هو موجود فكما ان أصل الوجود حقيقة واحده كما تحقق في أوائل هذا الكتاب وهي في الواجب واجب بالذات وفي الممكن ممكن وفي الجوهر جوهر وفي العرض عرض فكذلك قياس سائر الصفات الكمالية للموجود المطلق فان العلم حقيقة واحده وهي في الواجب واجب وفي الممكن ممكن على وزان حقيقة الوجود لان مرجع العلم و الإرادة وغيرهما إلى الوجود كما أشرنا إليه الا ان عقول الجماهير من الأذكياء فضلا عن غيرهم عاجزة قاصرة عن فهم سراية العلم والقدرة والإرادة في جميع
(٣٣٥)