لزم ما يلزم هيهنا (1) من غير امكان تفص لكن صدور أفعاله ليس موقوفا على كثره انما هو سبب وجود الكثرة فلا يتصور هناك اختيار ولا ايجاب انتهى كلامه يعنى بالايجاب الموجبية بفتح الجيم يعنى به الجبر فعلم مما ذكره ان قدرته كعلمه وارادته في أن بحسبها يجب صدور النظام الأتم لا ان بها يمكن ويصح صدوره لان الامكانات من لوازم المهيات الممكنة ولا صنع للقدرة الواجبية فيها.
فاذن قد تلخص وتمحض بما ذكره انه إذا كان مبدء التأثير في شئ علم الفاعل وارادته سواء كان العلم والإرادة أمرا واحدا أو أمورا متعددة وسواء كانا عين ذات الفاعل كما في الباري أو غيرها كما في غيره كان الفاعل مختارا وكان صدور الفعل عنه بإرادته وعلمه ورضاه ولا يقال لمثل هذا الفاعل في العرف العلمي ولا الخاصي انه فاعل غير مختار وان فعله صدر عنه بالجبر مع أنه وجب صدور الفعل عنه بالإرادة والعلم وإذ قد ثبت وتقرر ان قيوم الكل واله العالم انما يفعل النظام الأتم والخير الأفضل عن علم هو نفس ذاته العليم الحكيم الذي هو أشرف أنحاء العلوم بكل معقول أو محسوس فاذن هو فاعل بالعلم والإرادة على أكمل الوجوه وأتمها على سبيل البت والوجوب فالوجوب بالإرادة لا ينافي الإرادة بل يؤكدها لان أتم الأسباب ما يجب به المسبب فأتم الإرادات ما يجب به المراد فذاته بذاته فياض الخير و فعال النظام الأتم على الاطلاق ولما كانت ذاته البسيطة علما بكيفية النظام الأتم لما علمت في مباحث العلم الإلهي ان ذاته بذاته كل الأشياء الموجودة على الوجه الأشرف الأقدس لأنها موجودة بوجود إلهي واجبي ومتصورة بصورة ربانية رحمانية فيتبع ذاته العقلية الواجبية فيضان الموجودات عنه على النظام التام المعقول عنده من معقولية ذاته لا على أن يتبعه كاتباع الضوء للمضي والاسخان للمسخن تعالى عن ذلك علوا كبيرا بل حسب ما حققه صاحب الشفا من أنه عالم (2) بكيفية نظام الخير في الوجود