الموجودات حتى الأحجار والجمادات كسراية الوجود فيها ولكنا بفضل الله والنور الذي انزل إلينا من رحمته نهتدي إلى مشاهده العلم والإرادة والقدرة في جميع ما نشاهد فيه الوجود على حسبه ووزانه وقدره.
وإذا تمهدت هذه الأصول والمقدمات فنقول الإرادة والكراهة في الحيوان وفينا بما نحن حيوان كيفية نفسانية كسائر الكيفيات النفسانية وهي من الأمور الوجدانية كسائر الوجدانيات مثل اللذة والألم بحيث يسهل معرفه جزئياتها لكون العلم بها نفس حقيقتها الحاضرة عند كل مريد ومكره ولكن يعسر العلم بماهيتها الكلية (1) وذلك كالعلم فان العلم بانيه العلم حاصل لكل ذي نفس لحضوره بهويته الوجدانية عند النفس ويعسر العلم بمهيته الكلية لأنه كالوجود لا مهية له (2) بل هو عين الوجود هويه وغيره عنوانا ومفهوما والوجود كما مر لا مهية له ولذلك صعب على الناس تحديد هذه الصفات الوجدانية وترسيمها ولاقتران ادراك (3) جزئيات كل منها بادراك جزئيات أمورا أخر من الكيفيات النفسانية بحيث يشتبه أحد الادراكين بالآخر فيعسر على