فالقدرة في نفوسنا عين القوة على الفعل والاستعداد والتهيؤ له فلا فعل بالاختيار الا من الحق تعالى.
قال الشيخ الرئيس في التعليقات (1) عند المعتزلة ان الاختيار يكون بداع أو بسبب والاختيار بالداعي يكون اضطرارا واختيار الباري تعالى وفعله ليس بداع انتهى.
وقال في موضع آخر معنى واجب الوجود بالذات انه نفس الواجبية وان وجوده بالذات وكل صفه من صفاته بالفعل ليس فيها قوة ولا امكان ولا استعداد فإذا قلنا إنه مختار وانه قادر فإنما نعنى به انه بالفعل كذلك لم يزل ولا يزال ولا نعنى به ما يتعارفه الناس منهما فان المختار في العرف هو ما يكون بالقوة وانه محتاج إلى مرجح يخرج اختياره من القوة إلى الفعل اما داع يدعوه إلى ذلك من ذاته أو من خارج فيكون المختار منا مختارا في حكم المضطر والأول تعالى في اختياره لم يدعه داع إلى ذلك غير ذاته وخيريته لم يكن مختارا بالقوة ثم صار مختارا بالفعل بل لم يزل كان مختارا بالفعل ومعناه انه لم يجبر على ما فعله وانما فعله لذاته وخيرية ذاته لا لداع آخر ولم يكن هناك قوتان متنازعتان كما فينا تطاول إحديهما ثم صار اختياره إلى الفعل بها وكذلك معنى قولنا انه قادر انه بالفعل كذلك لم يزل