ظن فاسد ووهم باطل فان هذا الوجود ليس وجودا ادراكيا كما أقمنا البرهان عليه ومرت الإشارة إليه في مواضع من هذا الكتاب فما أسخف قول من حكم بان وجود تلك الصور الجزئية في موادها الخارجية أخيرة مراتب علمه تعالى وسمى المادة الكلية المشتملة عليها دفتر الوجود وكأنه سهى ونسي ما قراه في الكتب الحكمية ان كل علم وادراك فهو بضرب من التجريد عن المادة وهذه الصور مغمورة في المادة مشوبة بالاعدام والظلمات وهي متبدلة الذات في كل آن نعم لو قيل إنها معلومه بالعرض بواسطة الصور الادراكية المطابقة لها لكان موجها فلا بد في ادراكها من وجود صور أخرى متعلقه بها ضربا من التعلق الاتحادي.
تكميل فهذه العوالم العالية كتب إلهية وصحف ربانية كتبها أولا يد الرحمن بقلم نوراني في لوح محفوظ أرقاما عقلية لا يمسها ولا يدرك اسرارها الا أهل الطهارة والتقدس عن الحجب الظلمانية والكثائف الجسمانية كما قال تعالى في وصف القرآن انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب العالمين ثم كتبها كرام الكاتبين في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة وهذه الكتب المذكورة انما هي أصول الكتب الإلهية واما فروعها فكل ما في الوجود من موضع شعور كالنفوس والقوى الحيوانية الوهمية والخيالية وغيرها من المدارك والمشاعر والانسان الكامل كتاب جامع لهذه الكتب المذكورة لأنه نسخه العالم الكبير فمن حيث روحه وعقله كتاب عقلي ومن حيث قلبه وهو نفسه الناطقة (1) كتاب اللوح المحفوظ ومن حيث نفسه الحيوانية أعني القوة الخيالية كتاب المحو والاثبات وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين ع في قول