ذهن المتعلم للفلسفة التي بعد الطبيعيات سهل عليه تصور ما يقوله أفلاطن و أرسطاطاليس ومن سلك سبيلهما فلنرجع الان إلى حيث فارقناه.
فنقول لما كان الباري تعالى وتقدس حيا مريدا لهذا العالم بجميع ما فيه فواجب ان يكون عنده صور ما يريد ايجاده في ذاته جل الاله عن الأشباح وأيضا فان ذاته لما كانت باقيه ولا يجوز عليه التبدل والتغير فما هو من حيزه أيضا كذلك باق غير داثر ولا متغير ولو لم يكن للموجودات صور وآثار في ذات الموجد الحي المريد فما الذي كان يوجده وعلى أي مثال ينحو ما يفعله أو يبدعه اما علمت أن من نفى هذا المعنى عن الفاعل الحي المريد لزمه القول بان ما يوجده انما يوجده جزافا وعلى غير قصد ولا ينحو نحو غرض مقصود بإرادته وهذا من أشنع الشناعات فعلى هذا المعنى ينبغي ان يعرف ويتصور أقاويل أولئك الحكماء (1) فيما أثبتوه من الصور الإلهية لا على أنها أشباح قائمه في أماكن خارجه عن هذا العالم (2) فإنه