الثالث (1) قد تقرر عند الحكماء كلهم من غير خلاف بين الفريقين وثبت أيضا بالبرهان ما يسمى بقاعدة امكان الأشرف وهو ان كلما هو أقدم صدورا من المبدء الأول فهو أشرف ذاتا وأقوى وجودا وعلى مسلك اثبات الصور المرتسمة في ذاته تعالى يلزم هدم تلك القاعدة الحقه إذ لا شبهه في أن الاعراض أيا ما كانت هي أخس وأدون منزله من الجوهر أي جوهر كان والقائلون باثبات هذه الصور جعلوها وسائط في الايجاد مع تصريحهم بأنها اعراض قائمه بذاته تعالى فما أشد سخافة اعتقاد من اعتقد كون الموجودات الواقعة في العالم الربوبي والصقع الإلهي خسيسة ضعيفة الوجود والتي يطابقها ويوازيها من العالم الامكاني حذو النعل بالنعل والقذ بالقذ تكون أشرف وجودا وأعلى مرتبه وهذا مما يحكم به الوجدان قبل اقامه البرهان ذكر وتنبيه (2) واما الذي افاده المحقق الطوسي ره في شرح الإشارات بعد ما أورد البحوث والتشنيعات على الشيخ وذكر ان التعقل لا يلزم ان يكون بصوره زائدة على ذات المعلوم من أنه لما كان وجوده علة لوجود ما سواه وعلمه بذاته
(٢٣٢)