لنفس حقيقته من حيث هي فلا يكون العلم نفس حقيقة العالم وحدها من غير انضمام صفه زائدة والا لكانت ذاته من حيث هي هي مصداقا لصدق مفهوم العالم فان كل شئ في نفسه هو هو وكل مهية من حيث نفسها ليست هي الا هي فلا بد في كون الشئ عالما بنفسه مثلا من امر آخر غير نفس ذاته يكون بحسبه مصداقا لعالميته ومعلوميته فكيف يكون علم المجرد بذاته عين ذاته.
أقول هذه مغالطة منشاها الخلط بين الوجود والمهية فان لفظ الذات قد يطلق ويراد به الهوية الشخصية وقد يطلق ويراد به المهية النوعية والعلم في الجوهر القائم بذاته هو عين وجوده لا انه لو فرض (1) له مهية كليه كان معنى تلك المهية عين معنى العلم فذات المجرد بذاته وهويته مصداق لصفة العلم بلا انضمام شئ آخر إليها وقد علمت مرارا ان صدق المفهومات المتغائرة على شئ لا يستدعى تغاير