وان كل متضائفين متقابلان لما سمعوا ان القوم ذكروا في بحث التقابل ان من أقسامه الأربعة تقابل التضايف ولأجل ذلك حكموا بأن اضافه العالمية مغايرة أي مقابله لإضافة المعلومية فإذا ورد عليهم الاشكال في كون الذات الواحدة عالمه و معلومه في علم الشئ بنفسه من أنه يلزم اجتماع المتقابلين تفصوا عنه بان التغاير بين موضوع العالمية والمعلومية هناك امر اعتباري ولم يتفطنوا بان التغاير الاعتباري في الموضوع غير كاف في صحه اجتماع المتقابلين ثم لو ذهبوا (1) إلى أن اضافه العالمية في البسيط امر اعتباري ذهني لا تحصل له في الخارج وكذا المعلومية فذلك من أشنع الكلام وأقبح القول وهو مصادم للبرهان ولأجل هذه الشبهة الركيكة أنكر قوم من القدماء علمه تعالى بذاته فالذي تحسم به مادة هذه الشبهة انه ليس وجود كل مفهومين متضائفين مما يقتضى تغايرا بينهما بوجه من الوجوه فضلا عن التقابل فان مفهوم العالمية مثلا لا يقتضى ان يكون وجودها بعينها غير وجود المعلومية بوجه من الوجوه أصلا بل ولا شئ من المفهومات المتبائنة الوجود أيضا بمجرده يقتضى ذلك الا ببيان وبرهان لجواز صدق مفهومات كثيره على ذات أحدية فبعض المتضائفات (2) يحكم العقل بتقابلها كالعلية والمعلولية والتحريك والتحرك والمستعد
(١٧٣)