الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١٠٨
القيومية وإذ لا محل له فليست له نسبه الحلول كما يقوله النصارى وإذ هو بذاته واجب وما سواه ممكن فليست له نسبه الاتحاد كما يقوله جهال المتصوفة وإذ لا مناسب له فالمناسبات التي أثبتها بعض المتصوفة في حقه تعالى كلها أوهام مضلة وما أبعد من الصواب قول من توهم من هؤلاء (1) ان نسبته تعالى إلى جميع العالم كنسبة النفس
(1) والانصاف ان مقصودهم من ذكر الأمثلة الجهة المقربة لا الجهات المبعدة ففي مثال النفس والبدن تعالى عن المثل لا عن المثال بل لله المثل الاعلى المقصود انه كما أن البدن حي بحياة النفس وانها أصل قوامه ولبه وروحه ومع ذلك هي لا داخله في البدن ولا خارجه عنه كذلك العالم حي بحياة الله وقائم بقيوميته ومعيه قيوميته روح الأرواح وممسك رباط الأشباح وليس هو تعالى في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج بل لما كان الامر كما قيل وفي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد كانت الأمثال العليا مجالي نوره وظهور توحيده وتوحيد ظهوره فبهذا النظر عنت الوجوه للحي القيوم ووجه الشئ بما هو وجه الشئ فان في ذي الوجه فدل على ذاته بذاته و تنزه عن مجانسه مخلوقاته فاما جهة حاجه النفس إلى البدن وانفعالها منه وحدوثها بحدوثه وغير ذلك فمن الجهات المبعدة التي ليست مقصوده ولذا تابوا واستدركوا بعد ما اتوا بالمثال فابتهلوا وندبوا بقوله أي برون از وهم وقال وقيل من * خاك بر فرق من وتمثيل من لكن الأصل التمثيلات المقربة للتأسي بالأنبياء والاقتداء بكتاب الله تعالى اما تسمع قوله تعالى في كتابه المجيد مثل نوره كمشكاة الآية وغير ذلك والسبب اللمي في ايرادها انه لا يمكن للعقل ولا سيما المتعلق منه فهم المعاني مجرده عن الصور لأجل التعلق بالمتخيلة بمقتضى تطابق العوالم فإذا قال العقل انه تعالى نور وأراد انه نور حي قائم بذاته كذا وكذا كما مر وقع في الخيال صوره شعاع في غاية التلألؤ والظهور وإذا قال إنه محيط وقع فيه صوره الانبساط الكمي وإذا قال إنه قاهر فوق كل نور وقع فيه الفوقية الوضعية أو صوره قهر نور الشمس لأنوار الكواكب في النهار وهكذا غايته ان العقل المرتاض بالبرهان لا يعبأ بهذه التصويرات ويرجم شيطان المتخيلة ويقول إنها من دعا باتك وصفاته تعالى اجل من هذه ويحكم بما حكم به البرهان وإذا كان هذا حال العقل المرتاض بالنظر والفكر فما ظنك باهل الخيال فان تمثيلات خيالهم كأضغاث الأحلام وتمثيلات العقل وأهل الشهود كالرؤيا الصادقة الآئلة بتحليل الصور إلى المعاني والحقائق فلو منع الخيال من التمثيلات ولم يؤت بها أصلا واقتصر على المعاني الصرفة وقعت الخصومة في البين وطفقا يتشاجران ولم يذعن الوهم والخيال للعقل كمن أحضر مائدة واطعم بعض الحاضرين دون البعض مع حاجتهم إلى الطعام ولعل ما ذكرنا من التمثيلات المطابقة أحد وجوه قول المولوي آن خيالاتى كه دام أوليا است * عكس مه رويان بستان خداست س قده.