وتوضيح ذلك انك إذا حددت نوعا محصلا كمهية الانسان مثلا بأنه حيوان ناطق يجب عليك ان تحضر معانيه وتضبطه وتقصد من قولك الشارح لمهيته انه لا يزيد عليه شئ ولم يبق شئ من معاني ذاته واجزاء مهيته الا وقد ذكر في هذا القول الوجيز أو غير الوجيز والا لم يكن هذا الحد حدا تاما له فيشترط في مهية الانسان وحده ان لا يكون شئ آخر غير ما ذكر من الحيوان والناطق فلو فرض ان في الوجود نوعا محصلا جامعا بحسب المهية مع هذه المعاني المذكورة في مهية الانسان معاني أخرى كالفرسية والفلكية وغير ذلك لم يكن ذلك النوع انسانا بل شيئا آخر أتم وجودا منه وانما أردنا بقولنا (1) نوعا محصلا ما تحصل وجوده لا ما تحصل حده ومعناه فقط فان الأنواع الإضافية كالحيوان مثلا أو الجسم النامي مثلا وإن كان لكل منها حد تام بحسب المفهوم الا انه ليس بحيث إذا أضيف إلى ذلك المعنى معنى آخر كمالي لم يحمل على المجموع اسم ذلك النوع الإضافي ومعناه ولهذا إذا أضيف إلى الجسم النامي الحساس يحمل على المجموع الذي هو الحيوان الجسم النامي وكذا يحمل على الانسان الحيوان وهذا بخلاف النبات إذ قد تمت نوعيته الوجودية وتحصلت كما تمت مهيته الحدية فاذن وجد نوع حيواني لم يحمل عليه النبات وان حمل عليه الجسم النامي وكذا لم يحمل على النبات انه حجر أو معدن وان حمل انه جسم ذو قوة حافظه للتركيب وكلامنا في الوجود الناقص إذا تم لا في المعاني المطلقة إذا ضم إليها معنى آخر فالأول غير محمول على شئ آخر فرض
(١١٥)