انه أتم وجودا منه بخلاف الثاني كالجنس المحمول على نوعه.
إذا تقرر هذا فنقول ان العرفاء قد اصطلحوا في اطلاق الوجود المطلق والوجود المقيد على غير ما اشتهر (1) بين أهل النظر فان الوجود المطلق عند العرفاء عبارة عما لا يكون محصورا في امر معين محدودا بحد خاص والوجود المقيد بخلافه كالانسان والفلك والنفس والعقل وذلك الوجود المطلق هو كل الأشياء على وجه أبسط وذلك (2) لأنه فاعل كل وجود مقيد وكماله ومبدء كل فضيلة أولى بتلك الفضيلة من ذي المبدء (3) فمبدء كل الأشياء وفياضها يجب ان يكون هو كل الأشياء على وجه ارفع وأعلى فكما ان السواد الشديد يوجد فيه جميع الحدود الضعيفة السوادية التي مراتبها دون مرتبه ذلك الشديد على وجه أبسط وكذا المقدار العظيم يوجد فيه كل المقادير التي دونه من حيث حقيقة مقداريتها لا من حيث تعيناتها العدمية من النهايات والأطراف فالخط الواحد الذي هو عشره أذرع مثلا يشمل الذراع من الخط والذراعين منه وتسعة أذرع منه على وجه الجمعية الاتصالية وان لم يشتمل على