الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١١١
اما بيان الكبرى فهو ان الهوية البسيطة الإلهية لو لم يكن كل الأشياء لكانت ذاته متحصلة القوام من كون شئ ولا كون شئ آخر فيتركب ذاته ولو بحسب اعتبار (1)
(1) ان قلت اللا كون نفى وسلب ليس شئ يحاذيه فلا يستدعى التركيب قلت شر التراكيب هو التركيب من الاثبات والسلب إذا كان ذلك السلب سلب الكمال كما هو المفروض بل إن سئلت الحق فلا تركيب الا هو إذ التركيب يستدعى سنخين أحدهما الوجود والحقية والاخر هو العدم والبطلان إذ الوجود والوجود ليسا سنخين حيث إن ما به الامتياز فيه عين ما به الاشتراك واما لحاظ الماهية فيرجع إلى اعتبار العدم وأيضا سبب هذا السؤال انك متى سمعت التركيب من شيئين تبادر إلى ذهنك شيئية الوجود ولا تنحصر فيها الشيئية اما تسمع قولهم الشئ اما واجب الوجود واما ممكن الوجود واما ممتنع الوجود وشيئية الامتناع الشيئية العدمية بل الامتناع أشد أنحاء العدم ثم اما تسمع قولهم الممكن زوج تركيبي واحدى شيئيته شيئية الماهية وهي وان لم يكن شيئية العدم لكن لم تكن شيئية الوجود أيضا وهي موضوع اللائين والبرزخ بين البحرين البحر العذب الفرات والبحر الأجاج فحصر التركيب في التركيب من شيئيتي الوجود نظر أمي عامي فمدلول لفظ زيد مثلا ثلاثة نحو وجوده وماهيته وفقده الوجودات الأخرى سيما فقد كمالاته المترقية واما وجود لا حد له فلا فقد فيه كما لا ماهية له ففي البسيط الحقيقي لا تركيب ولو في العقل ولو من الوجدان والفقدان.
ان قلت السلب خارج من الذات فلا يلزم التركيب في قوام الذات.
قلت الصفات السلبية للشئ بالنسبة إلى ذات المعروض عرضيات واما بالنسبة إلى الذات التي هي مجموع الذات المعروضة والعارض ذاتيات كما أن عرضيات زيد بالنسبة إلى ذاته النوعية عرضيات واما بالنسبة إلى هويته داخليات وزيد مجموع الطبيعة النوعية و العرضيات من صفاته الثبوتية والسلبية س قده.