إلى البدن هيهات نسبه النفس إلى البدن نسبه الصانع إلى الدكان وآلاته (1) لا نسبه العلة إلى معلولها وكل ما لا يفعل الا بالإله فلا يمكن ان يوجد الاله ولو كانت النفس خالقه بدنها لم تكن نفسا فليست نسبه المبدع إلى مبدعة نسبه النفسية لتعاليه عن الحاجة في شئ.
وأيضا النفس الناطقة من حيث إنها نفس مجرده بالقوة مادية بالفعل كسائر القوى وهي جسمانية الحدوث وان كانت روحانية البقاء وهي أيضا جسمانية التأثير وان كانت روحانية التأثر وذلك لان الايجاد متقوم بالوجود والمستغني عن المادة في الايجاد لا بد وأن يكون مستغنيا عنها في الوجود أيضا ولو لم يكن النفس جسمانية التأثير لكانت عقلا محضا هذا خلف واله العالم جل اسمه مقدس بالكلية عن الحاجة والحدوث.
وأيضا النفس يحصل منها ومن البدن نوع طبيعي وبينهما تركيب اتحادي وكل ما يتركب منه ومن غيره شئ فبينهما تعلق وارتباط يوجب تأثر كل منهما عن صاحبه وانفعاله عنه والمنفعل عن الشئ لا بد له من قصور يفتقر إلى ضميمة تكمله وتحصله والواجب تام الوجود فوق التمام فيتعاظم عن أن يتممه شئ فثبت ان لا مناسب له تعالى مع أن النسبة أبعد أوصاف الشئ عن ذاته فهو برئ الذات عن الأشياء ذاتا وصفه ونسبه مع أنه لا يخلو عنه ذره من الذرات ولا يعزب عنه شئ في الأرض والسماوات