أطرافها العدمية التي يكون لها عند الانفصال عن ذلك الوجود الجمعي وتلك الأطراف العدمية ليست داخله في الحقيقة الخطية التي هي طول مطلق حتى لو فرض وجود خط غير متناه لكان أولى وأليق بان يكون خطا (1) من هذه الخطوط المحدودة وانما هي داخله في مهية هذه المحدودات الناقصة لا من جهة حقيقتها الخطية بل من جهة ما لحقها من النقائص والقصورات وكذا الحال في السواد الشديد واشتماله على السوادات التي هي دونه وفي الحرارة الشديدة واشتمالها على الحرارات الضعيفة فهكذا حال أصل الوجود وقياس إحاطة الوجود الجمعي الواجبي الذي لا أتم منه بالوجودات المقيدة المحدودة بحدود يدخل فيها اعدام ونقائص خارجه عن حقيقة الوجود المطلق داخله في الوجود المقيد واليه الإشارة في الكتاب الإلهي ان السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما والرتق إشارة إلى وحده حقيقة الوجود الواحد البسيط والفتق تفصيلها سماء وأرضا وعقلا ونفسا وفلكا وملكا وقوله تعالى (2) وجعلنا من الماء كل شئ حي وهل الماء الحقيقي الا رحمته التي وسعت كل شئ وفيض جوده المار على كل موجود وكما أن الوجود حقيقة واحده سارية في جميع الموجودات على التفاوت والتشكيك بالكمال والنقص فكذا صفاته الحقيقية التي هي العلم والقدرة والإرادة والحياة سارية في الكل سريان الوجود (3) على وجه يعلمه الراسخون فجميع الموجودات حتى الجمادات حيه عالمه ناطقة بالتسبيح شاهده لوجود ربها عارفه بخالقها ومبدعها كما مر تحقيقه في أوائل السفر الأول واليه
(١١٧)