قد فسد بمخالطة هذه الحمراء يعني الأعاجم، فأردت أن أصنع شيئا يرجعون إليه ويعتمدون عليه ثم ألقى إلي الرقعة وفيها مكتوب: الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم، ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ به والحرف ما أفاد معنى. وقال لي:
انح هذا النحو، وأضف إليه ما وقع إليك واعلم يا أبا الأسود إن الأسماء ثلاثة ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر وإنما يتفاضل الناس يا أبا الأسود فيما ليس بظاهر ولا مضمر وأراد بذلك الاسم المبهم قال: ثم وضحت بابي العطف والنعت ثم بابي التعجب والاستفهام إلى أن وصلت إلى باب إن وأخواتها ما خلا لكن فلما عرضتها على علي عليه السلام أمرني بضم لكن إليها، وكنت كلما وضعت بابا من أبواب النحو، عرضته عليه رضي الله عنه إلى أن حصلت ما فيه الكفاية، قال: ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوت فلذلك سمي نحوا.
ومنهم العلامة اليافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 203 ط حيدر آباد) قال:
وهو (أي أبو الأسود) أول من وضع النحو، وفي سبب ذلك اختلاف كثير، قيل:
إن عليا رضي الله عنه وضع له الكلام كله ثلاثة اسم وفعل وحرف، ثم دفعه إليه.
ومنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في (البداية والنهاية) (ج 8 ص 312 ط القاهرة) قال:
قال أين خلكان وغيره: كان أول من ألقى إليه علم النحو علي بن أبي طالب وذكر له أن الكلام اسم وفعل وحرف ثم إن أبا الأسود نحى نحوه وفرع على قوله، وسلك طريقه، فسمي هذا العلم: النحو، لذلك.
ومنهم العلامة ابن التيمية الحنبلي الحراني في (منهاج السنة) (ج 4 ص 142 ط القاهرة) قال:
روى أنه قال لأبي الأسود الدئلي: الكلام اسم وفعل وحرف وقال: انح هذا النحو