إنما عجبت من شدته، قال: أوقد لحن الناس، فأخبره بذلك عليا رحمة الله عليه فأعطاه أصولا بني منها، وعمل بعده عليها، فأخذه عن أبي الأسود عنبسة بن معدان المهري الذي يقال له عنبسة الفيل.
ومنهم علامة الأدب الشيخ أبو الفتح نصر الله بن محمد بن الأثير الشافعي في (المثل السائر) (ص 5 طبع القاهرة): قال:
وأول من تكلم في النحو أبو الأسود الدئلي، وسبب ذلك أنه دخل على ابنة له بالبصرة فقالت له: أبت ما أشد الحر متعجبة ورفعت أشد فظنها مستفهمة فقال:
شهرنا حر فقالت: يا أبت إنما أخبرتك ولم أسألك فأتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين ذهبت لغة العرب ويوشك إن تطاول عليها زمان أن تضمحل فقال له: وما ذاك؟ فأخبره خبر ابنته، فقال: هلم صحيفة ثم أملى عليه: الكلام لا يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، ثم رسم له رسوما فنقلها النحويون في كتبهم.
ومنهم العلامة الشيخ محمد جمال الدين في (شرح العيون) (المطبوع بهامش الغيث المسجم ج 2 ص 36) قال:
أول من وضع علم النحو أبو الأسود الدئلي، وسبب وضعه لذلك أنه دخل على ابنته بالبصرة، فقالت له: يا أبت ما أشد الحر فقال: شهر آذار، فقالت:
يا أبت إنما أخبرتك ولم أسألك، وكان مرادها التعجب، فأتى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه، فقال: يا أمير المؤمنين ذهبت لغة العرب لما خالطت الأعاجم، ويوشك أن تضمحل، وأخبره خبر ابنته، فأمره فاشترى صحفا فأملى عليه: الكلام كله لا يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، ثم قال له: انح هذا النحو فسمي النحو، ثم رسم رسوم النحو كلها.