وقد قالوا: معناه يجلى بالعين وإن كان لنا في تفسير هذا البيت نظر فإبقاؤه على معناه خير من حمله على القلب الذي فهموه، لكن هناك ما لا مجال من الحمل عليه، فقد قال الآخر:
كانت عقوبة ما جنت كما * كان الزنا عقوبة الرجم فمما لا شك فيه أن هذا من القلب، وأن المعنى كما كان الرجم عقوبة الزنا، وقد قال امرؤ القيس:
يضئ الظلام وجهها لضحيحها * كمصباح زيت في قناديل ذبال ومما يظهر معنى الآية بوضوح - فإنه شبهها في شخص الاستعمال - قول عمرو بن كلثوم في معلقته:
ومتني لدنه سمعت وطالت * روادفها تنوء بما ولينا (1) فتراه أسند تنوء إلى الروادف في حين أن ما ولي الروادف هي التي تنوء بالروادف.
وقال الآخر:
إلا عصا أرزن طارت برايتها * تنوء ضربتها بالكف والعضد (2) فتراه أسند تنوء إلى الضربة في حين أن الكف والعضد هي التي تنوء بالضربة.
ونجيب ثانيا: بأن هذا ليس من القلب في شئ، وإنما هو استعمال اطرادي على حاله، ذلك أن اللغويين قالوا: ناء بالحمل: بمعنى نهض به على تثاقل، وناء