الا إقدار من القدير، وليس للمسيح فيها شركة أو استقلال.
ومن جملة ما وقع فيه الغلط والشطط في فهم معاني القرآن الكريم الغالية ومزاياه العالية ما وقع في فهم الآية الكريمة الواقعة في سورة البقرة وهي قوله تعالى:
* (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) * (1).
إن السؤال في هذه الآية الكريمة يقع من وجوه:
أولها: وهو جهة معنوية، وهو أن يقال: كيف نفى تعالى كون تولية الوجوه إلى الجهات من البر في حين أنها لا تفعل إلا في الصلاة، والصلاة بر، بل أفضل البر بلا كلام؟
ثانيها: كيف أخبر عن البر بمن، والبر مصدر، ومن اسم محض لأنها اسم موصول، وهذا يعبر عنه بالإخبار عن الحديث بالذات أو بالعكس وهو وعكسه لا يجوز؟
ثالثها: أن الهاء في قوله تعالى: * (وآتى المال على حبه) * على م تعود وقد تقدمت أشياء كثيرة تصلح لأن تعود على كل واحد من تلك الأشياء؟
رابعها: أنه على أي شئ ارتفع الموفون؟ وكيف نصب الصابرين وهو معطوف على الموفين؟