ومن جملة الأمور التي يستدل بها على وقوع التحريف، وانقطاع سلسلة سند التوراة بفقد اتصالها إلى موسى (عليه السلام)، اعتراف التوراة نفسها بذلك، تراه ونراه حين نرى الإصحاح الثاني والعشرين من الملوك الثاني من الفقرة الثامنة إلى الفقرة الرابعة عشرة حيث جاء ما هو نص العبارة هناك:
فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب، قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب، وسلم حلقيا السفر لشافان فقرأه، وجاء شافان الكاتب إلى الملك ورد على الملك جوابا وقال: قد أفرغ عبيدك الفضة الموجودة في البيت ودفعوها إلى يد عاملي الشغل وكلاء بيت الرب، وأخبر شافان الكاتب الملك قائلا قد أعطاني حلقيا الكاهن سفرا، وقرأه شافان أمام الملك، فلما سمع الملك كلام سفر الشريعة مزق ثيابه، وأمر الملك حلقيا الكاهن، واخييقام بن شافان، وعكبور بن مخا وشافان الكاتب وعسايا بعد الملك قائلا: اذهبوا اسألوا الرب لأجلي ولأجل الشعب ولأجل كل يهوذا من جهة كلام هذا السفر الذي وجد، لأنه عظيم هو غضب الرب الذي اشتعل علينا من أجل أن آباءنا يسمعوا كلام هذا السفر، ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا.
وحيث ننتهي من نقل هذه الأسطورة ندع الأمر في الحكم إلى القارئ الكريم يستنتج منها ما فيها من الصراحة بأن نسخة التوراة كانت مفقودة حتى وجدها حلقيا الكاهن وبشر بها شافان الكاتب، وبشر شافان بها الملك، إلى آخر ما هناك.
ويضاف إلى اعتراف التوراة نفسها اعتراف بعض العلماء الذين ينبغي لهم أن يؤمنوا بالتوراة إذ هي كتابهم المقدس، ذلك ما نقلته الرسالة المصرية في العدد الصادر في 18 شعبان سنة 1367 من السنة السادسة عدد 783 - من مقال للأستاذ الكاتب الشهير نقولا حداد، بعنوان حجة خيط العنكبوت، وهذا نصه - حسبما نقلته