الوثنية، فقد مرت على الأمة الإسرائيلية عهود عبدت بها الأصنام والأوثان - بعد عبادة الله - زمنا غير قليل، ومن الواضح البين الذي لا يحتاج إلى برهان ولا بيان أنه لا يبقى عند أمة كهذه الأمة - التي خرجت من دين إلى لا دين - كتابها الديني الأول، وإن شئت الاطلاع على ذلك بتفصيل الحال وتفصيل الحوادث والسوابق فراجع كتبهم المقدسة.
ومنها: حادثة بخت نصر تلك المجزرة الإسرائيلية العظمى التي لم تبق عليهم ولم تذر، وفرقتهم شذر مذر، فقد استأصل بخت نصر شأفتهم، وأراق دماءهم، وأحرق كتبهم، ولم يبق منها شئ، ولم يبق منهم إلا قليل أخرجهم من القدس، وأسكنهم قسما في بابل وقسما في أصفهان، فكيف يبقى - والحال هذه - عندهم تواتر ينهي بسند كتابهم المقدس إلى صاحب الشريعة.
ومن الأدلة على وقوع التحريف في العهد القديم - التوراة - وقوع الخرافات والسخافات فيها التي ينزه عنها قدس الكتب الإلهية، تلك التي لا يرضى العقل ولا يسمح الدين بنسبتها إلى الوحي السماوي، فمن ذلك: ما جاء في الفصل الثالث من سفر التكوين في استعراض قصة آدم في نهيه عن الأكل من الشجرة مما اشتمل على نسبة الجهل والكذب والخداع والخوف من مساواة الانسان له في معرفة الخير والشر، والاستمتاع بالحياة الأبدية، وهاك نص العبارات هناك:
جاء في الفقرة الثامنة والتاسعة والعاشرة والحادية عشرة من السفر المذكور في الإصحاح الثالث:
وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان فاختبأت، فقال: من