تاج العروس - الزبيدي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٧
وخضخضه فيه، ثم قال - بعد سوق عبارة وبعجه الأمر: حزنه (1) ونقله شيخنا أيضا.
" ورجل بعج، ككتف ": ضعيف، " كأنه مبعوج البطن من ضعف مشيه "، قال الشاعر:
ليلة أمشي عى مخاطرة * مشيا رويدا كمشية البعج " وانبعج: انشق "، وكل ما اتسع فقد انبعج ومن المجاز: انبعج " السحاب " بالمطر، إذا " انفرج من "، وفي نسخة (2) عن " الودق " والوبل الشديد " كتبعج "، قال العجاج:
* حيث استهل المزن أو تبعجا * " والباعجة: متسع الوادى " حيث ينبعج فيتسع.
والباعجة: أرض سهلة تنبت النصى. وقيل: الباعجة: آخر الرمل، والسهولة إلى القف. والبواعج: أماكن في الرمل تسترق، فإذا نبت فيها النصى كان أرق له وأطيب، وقال الشاعر يصف فرسا:
فأنى له بالصيف ظل بارد * ونصي باعجة ومحض منقع (3) وباعجة: اسم موضع " وباعجة القردان: ع، م " أي موضع معروف، قال أوس بن حجر:
وبعد ليالينا بنعف سويقة * فباعجة القردان فالمتثلم وبطن بعج، أي منبعج، أراه على النسب.
و " امرأة بعيج " أي " بعجت بطنها لزوجها ونثرت ".
ومن المجاز: " بعج بطنه لك: بالغ في نصحك " قال الشماخ:
بعجت إليه البطن حتى انتصحته * وما كل من يفشى (4) إليه بناصح وقيل: في قول أبى ذؤيب:
فذلك أعلى منك قدرا لأنه * كريم وبطنى للكرام بعيج أي نصحى لهم مبذول.
وفي الأساس: ومن المجاز: بعجت له بطنى: أفشيت سرى إليه.
" وبعجة بن زيد: صحابى ".
وبعجة " بن عبد الله " بن بدر الجهنى " تابعى "، روى عن أبى هريرة، وعنه يحيى بن أبي كثير، وأبو حازم، وكان يقيم مدة بالبادية ومدة بالمدينة، ومات بالمدينة سنة مائة، كذا في كتاب الثقات لابن حبان.
" وبعجة بن قيس بالضم، ولى صدقات " بنى " كلب " من قضاعة " للمنصور " العباسى.
" وبنو بعجة " بالضم " قبيلة، م " أي معروفة، أي من بنى جذام.
وعمرو بن بعجة اليشكرى البارقى: تابعى.
* ومما يستدرك عليه:
من المجاز: ما في حديث عائشة رضى الله عنها في صفة عمر رضى الله عنه: " بعج الأرض وبخعها " (5)، أي شقها وأذلها، كنت به عن فتوحة.
وفي حديث آخر: " إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم (6)، وساوى بناؤها رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك " بعجت، أي شقت وفتحت (7) كظائمها بعضها في بعض، واستخرج منها عيونها.
وفي حديث عمرو وقد وصف عمر، رضى الله عنه، فقال: " إن ابن حنتمة بعجت له الدنيا معاها " هذا مثل ضربه، أراد أنها كشفت له (8) عما كان فيها من الكنوز والأموال والفىء، وحنتمة: أمه.

(١) اللسان: حزبه.
(٢) التهذيب واللسان والصحاح " عن ".
(٣) قوله منقع: أي أديم له البن المحض يسقاه، من نقع الشئ إذا دام.
(٤) عن اللسان والتكملة، وبالأصل " يغشى ".
(٥) الأصل والنهاية، وفي اللسان: " وبجعها ".
(٦) الكظائم جمع كظامة وهي آبار تحفر متقاربة وبينها مجرى في باطن الأرض يسيل فيه ماء العليا إلى السفلى حت يظهر على الأرض، وهي القنوات. (عن النهاية).
(٧) الأصل والنهاية واللسان، وفي التهذيب: " وفتح ".
(٨) في النهاية: " كشفت له كنوزها بالفيء والغنائم " وعبارة اللسان كالأصل.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست